هشام بن عبد الملك، ومات سنة سبع ومائة وقيل سنة تسع والله أعلم.
[١٢٦٠- عطية بن سعيد بن عبد الله بن محمد]
أندلسي حافظ سمع بالأندلس من أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وطبقته وخرج منها قبل الأربعمائة بمدة، أخبر أبو محمد بن حزم: أنه طاف بلاد المشرق سياحة وانتظمها سماعاً، وبلغ إلى ما وراء النهر، ثم عاد إلى نيسابور وأقام بها مدة، وكان يتقلد مذهب التصوف والتوكل ويقول بالإيثار ولا يمسك شيئاً وكان له حظ من الناس وقبول. وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي حتى ضاق صدر أبي عبد الرحمن به ثم عاد إلى بغداد. هذا معنى قول ابن حزم أخبرني الحافظ أبو الثناء حماد بن هبة الله عن ابن خيرون عن الخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: قدم عطية بن سعيد بغداد، فحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي وعبد الله بن محمد بن خيران القيرواني، وعلي بن الحسن الأذني، حدثين عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي الخطيب قال الخطيب: وكان عطية زاهداً، وكان لا يضع جنبه على الأرض وإنما ينام محتبياً. قال أبو الفضل: ومات في سنة ثلاثة وأربعمائة فيما أظن، وهذا آخر كلام أبي بكر الخطيب، وقال أبو محمد بن حفصون فيما حكى عنه الحميدي: خرج عطية من بغداد إلى مكة فأخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي: قال: لقيت عطية الأندلسي ببغداد، وصحبته وكان من الإيثار والسخاء والجود بما معه على أمر عظيم إنما يقتصر من لباسه على فوطة ومرقعة ويؤثر بما سوى المنزل الذي نزل فيه الناس، وذهبنا نتخلل