بن قطن، وبعد الاختلاف الواقع في الأمر بعده في أيام هشام بن عبد الملك من قبل حنظلة بن أبي صفوان أمير إفريقية وما والاها فوردها في وقت فتنة، وقد افترق أهلا على أربع أمراء، فدانت الأندلس له وخمدت الفتنة به وفرق جموعها وأخرج عنها من كان سببها، وكان أبو الخطار من أشراف قبيلته المذكورين منهم، وقد حضر القتال في أيام فتوح المسلمين إفريقية، وكان فارس الناس بها وهو الذي يقول:
أفادت بنو مروان قيساً دماءنا ... وفى الله إن لم يعدلوا حكم العدل
كأنكم لم تشهدوا مرج راهط ... ولم تعلموا من كان ثم [له] الفضل
[وقيناكم حر القنا بنفوسنا ... وليس لكم خيل سوانا ولا رجل]
فلما رأيتم واقد الحرب قد خبا ... وطاب لكم فيها المشارب والأكل
تغافلتم عنا كأن لم تكن لكم ... صديقاً وأنتم ما علمت لها فعل
فلا تعجلوا إن دارت الحرب دورة ... وزلت عن المهواة بالقدم النعل
وذكر الطبري أن أبا الخطار قال:[الشعر] يعرض فيه بيوم مرج راهط، وما كان من بلائه مع مروان بن الحكم وقيام القيسية مع [الضحاك بن] قيس الفهري علي مروان، وأن شعره هذا بلغ هشام بن عبد الملك، فسأل عنه، فأعلم أنه رجل من كلب، فكتب إلى حنظلة بن صفوان، وكان قد ولاه إفريقية في سنة أربع وعشرين ومائة، أن يولى أبا الخطار الأندلس، فدخل قرطبة يوم الجمعة، وألفى ثعلبة بن سلامة واليها قد أبرز ألف أسير من البربر كان أسرهم ليقتلهم، والناس قد تجمعوا لمشاهدة ذلك فكان دهول أبي الخطاب [ ... ] لاستحيائهم، فرفع إليه ثعلبة