وأما أهل مالقة فإن المنصور بن محمد بن الهادي كان واليها، فتحصن في قصبتها وحوصر بها سبعة أشهر، وافتتحت صلحاً في ربيع الآخر عام أربعين وخمسمائة.
وانتقل إليها الأمر أبو الحكم بن حشون في شعبان من العام.
وأما مرسية فإن أبا محمد بن الحاج من أهل لورقة وليها إثر قيامه فيها بثورة، ثم دخلها عبد الله الثغري في نصف شوال من العام.
ثم دخل على عبد الله الثغري بن أبي جعفر في آخر شوال المذكور، وبقي بها والياً عليها إلى أن قتل بغرناطة في ربيع الآخر من عام أربعين.
ثم ولي أبو عبد الرحمن بن طاهر، وبقي مرسية إلى أن دخل عليه ابن عياض في آخر جمادى الآخرة من سنة أربعين، وقي ابن عياض إلى أن وصل المستنصر بن هود في العشر الأخر لرجب من السنة، وبقي معه يسيراً، وخرجا معاً إلى غزوة البسيط واستشهد بها المستنصر في نصف شعبان.
وبقيت الرياسة لابن عياض بمرسية، وترك بها أبا عبد الله محمد بن سعد، ومشى ابن عياض إلى بلنسية، ثم دخل مرسية