المدينة، هذا آخر كلام أبي صالح، فهذا معارض لرواية مسبح وغير معارض لقول من ذكرنا في تاريخ موته، وما أظن رواية مسبح إلا وهماً منه، إذ لم يوجد ما رواه من تاريخ حجه فيما وقع إلينا من نسخ كتابه من رواية غير مسبح عن البخاري وغن كان قد قاله الهيثم بن خارجة فلم يتضح في تاريخ حجه وموته إلى الآن بيان وإن كان [خلافه] ما حكى ابن صالح وابن يونس، وكذلك الاختلاف في نسبه فإن أبا عبد الله البخاري قال في رواية مسبح عنه: معاوية بن صالح بن عثمان وقال صاحب تاريخ الحمصيين: معاوية بن صالح بن حدير ووافقه أبو سعيد بن يونس ومد في النسب فقال: معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد بن سعد بن فهر، وقال البخاري: سمع عمه معدان بن معدان وقال صاحب تاريخ الحمصيين: سمعه عمه معدان بن حدير على حسب اختلافهما في نسب معاوية بن صالح وتابع كل واحد منهما قوله في عمه. زاد ابن عيسى: أن كنية معدان أبو الجماهر، وهذا الاختلاف في النسب أيضاً لا يبين منه الصواب إلا أن النفس أميل إلى ما قاله صاحب تاريخ الحمصيين؛ لأن أهل كل بلد أعلم بمن كان منه والله أعلم.
وأما كنيته فذكر البخاري في بعض الروايات عنه وأحمد بن محمد بن عيسى وابن يونس: أن كنيته أبو عمرو، وحكى أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور بن محمد الطبري الحافظ أن كنيته أبو عرم بغير واو وهكذا قال أبو أحمد بن عدي قال الطبري: ويقال أبو عمرو، وقولهم أولى بالصحة والله أعلم. قال البخاري: قال على ابن المديني كان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه يعني معاوية بن صالح ويقول: نزل الأندلس قال أبو القاسم الطبري: أخرج له مسلم بن الحجاج وأكثر وقال يحيى: فيما روى عنه جعفر الطيالسي: معاوي بن صالح ثقة، وقال أحمد بن حنبل في رواية الأثرم عنه، وذكر معاوية بن صالح فقال: هو حمصي إلا أنه وقع إلى