٢٣٧١- (٢٦) وعن أسماء بنت يزيد، قالت سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقرأ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
ــ
صاحبه ولا دلالة في الحديث على كفره ليكون مخلدًا في النار. ولفظ أبي داود فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالمًا (أي: فحلفت أن لا أغفر له ولا أدخله الجنة) أو كنت على ما في يدي قادرًا (أي: فمنعتني منه) وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار. (رواه أحمد) ، وأخرجه أيضًا أبو داود في باب النهي عن البغي من كتاب الأدب من طريق علي بن ثابت الجزري عن عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة، وهذا الإسناد صحيح أحسن قد سكت عنه أبو داود علي بن ثابت الجزري ثقة صدوق، قد ضعفه الأزدي بلا حجة، وعكرمة بن عمار العجلي صدوق، وضمضم بن جوس الهفاني اليمامي ثقة. قال الحافظ: روى له أبو داود في إثم القنط ورواه أيضًا البغوي في المعالم بإسناده عن ضمضم بن جوس. قال: دخلت مسجد المدينة فناداني شيخ فقال لي: يا يمامي تعال وما أعرفه فقال: لا تقولن لرجل والله لا يغفر الله لك أبدًا ولا يدخلك الجنة. قلت: ومن أنت يرحمك الله. قال أبو هريرة: قال: فقلت: إن هذه الكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب أو لزوجته أو لخادمته، قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن رجلين - الحديث إلى آخره. ثم قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت بدنياه وآخرته - انتهى.
٢٣٧١ - قوله:(وعن أسماء بنت يزيد) أي: ابن السكن الأنصارية (يقرأ){يَا عِبَادِيَ} بفتح الياء وسكونها. قال في فتح البيان: قرئ بإثبات الياء وصلاً ووقفًا، وبغير الياء، أي وقفًا وهما سبعيتان {الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ} أي: أفرطوا في الجناية عليها بالإسراف في المعاصي. وقيل: أي: أفرطو عليها بالكفر أو المعاصي واستكثروا منها. وقيل: أي: أفرطوا عليها وتجاوزوا الحد في فعل كل مذموم {لَا تَقْنَطُوا} بفتح النون من باب سمع وبكسرها من باب ضرب أي: لا تيأسوا {مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} أي: من مغفرته {إِنَّ اللَّهَ} استئناف فيه معنى التعليل {يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} أي: ذنوب الكفار بالتوبة وذنوب المسلمين بها وبالمشيئة. اعلم أنهم اختلفوا هل هذه الآية مقيدة بالتوبة وإنه لا تغفر إلا ذنوب التائبين أو هي على إطلاقها؟ فذهب جماعة من المفسرين إلى الأول. قال الحافظ ابن كثير: هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفر وغيرهم إلى التوبة والإنابة وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر، ولا يصح حمل هذه على غير توبة لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه. ثم ذكر حديث ابن عباس إن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا