٢٣٧٥- (٣٠) وعن ابن عمر، قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: رب اغفر لي، وتب عليَّ، إنك أنت التواب الغفور.
ــ
، (والدارمي)(ص٣٦٦) في الرقاق وذكره الشوكاني في فتح القدير وزاد في نسبته أحمد، والنسائي، والبزار، وأبا يعلى، وابن جريج، وابن المنذري، وابن أبي حاتم، وابن عدي، وابن مردويه. قلت: وأخرجه أيضًا الحاكم (ج٢: ص٥٠٨) ، والبغوي كلهم من رواية سهيل بن عبد الله القطعي عن ثابت البناني عن أنس. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وسهيل ليس بقوي في الحديث، وقد تفرد سهيل بهذا الحديث عن ثابت - انتهى. قلت: الحديث قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وسهيل المذكور مختلف فيه، وجروح من جرحه مبهمة. قال أحمد: فيه روى أحاديث منكرة. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه يتكلمون فيه. وقال مرة: ليس بالقوي عندهم، وكذا قال أبو حاتم، والنسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد بن زهير: سئل ابن معين عن سهيل فقال: ضعيف. وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: صالح. ووثقه العجلي كذا في تهذيب التهذيب. وقال في التقريب: ضعيف. وقد تحصل من هذا كله أن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن، ولحديث هذا شواهد. فقد روى ابن مردويه عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس نحوه.
٢٣٧٥- قوله:(إن) مخففة من المثقلة بقرينة المقام (كنا لنَعُدّ) اللام فارقة ونعد بفتح النون وضم العين وتشديد الدال أي لنحصي (لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) متعلق بنعد (في المجلس) أي: الواحد كما في رواية أبي داود، والترمذي، وابن السني، وزاد الترمذي أيضًا ((من قبل أن يقوم)) (يقول) بالرفع وينصب بتقدير أن أي: قوله: (رب اغفر لي) وكأنه كان يقول ذلك عملاً بقوله تعالى {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}(النصر: ٣) وتمسكًا بقوله: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}(البقرة: ٢٢٢) والحديث يدل على أن استغفاره - صلى الله عليه وسلم - كان بلفظ الدعاء وقد رجحوه على قول القائل: استغفر الله لأنه إن كان غافلاً ولاهيًا في ذلك كذبًا بخلاف الدعاء فإنه قد يستجاب إذا صادف الوقت وإن كان مع الغفلة كذا قالوا، وهذا مبني على أن قوله: أستغفر الله خبر، ويجوز أن يكون إنشاء وهو الظاهر. وقد ورد في الصحيح قوله: - صلى الله عليه وسلم - أستغفر الله الذي لا إله إلا هو القيوم وأتوب إليه. نعم يرجحه فيمن سواه - صلى الله عليه وسلم - كذا في الملعات (وتب علي) أي: ارجع علي بالرحمة أو وفقني للتوبة أو اقبل توبتي (إنك أنت التواب الغفور) صيغتا مبالغة وهذا لفظ أحمد والترمذي، وفي رواية أبي داود، وابن ماجة، وابن السني، الرحيم بدل الغفور، وهكذا وقع عند النسائي في رواية. وابن حبان