ماجد أفعل ما أريد، عطائبي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له {كُن فَيَكُونُ} . رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة.
٢٣٧٤- (٢٩) وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} قال: قال ربكم: أنا أهل أن أتقي فمن اتقاني فأنا أهل أن أغفر له. رواه الترمذي، وابن ماجة،
ــ
إشارة إلى مجموع ما ذكر أو إلى الأخير وعلى الأول الجواد بالنسبة إلى الأخير والماجد إلى ما قبله أو الكل في الكل فافهم (ماجد) هو بمعنى المجيد كالعالم بمعنى العليم من المجد وهو سعة الكرام (إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له كن فيكون) بالرفع والنصب أي من غير تأخير عن أمري، وهذا تفسير لقوله: عطائي كلام وعذابي كلام. قال القاضي: يعني ما أريد إيصاله إلى عبد من عطاء أو عذاب لا أفتقر إلى كد ومزاولة عمل، بل يكفي لحصوله ووصوله تعلق الإرادة به، وكن من كان التامة أي أحدث فيحدث (رواه أحمد)(ج٥: ص١٥٤: ١٧٧)(والترمذي) في أواخر الزهد، (وابن ماجة) في باب ذكر التوبة، وأخرجه أيضًا البيهقي كلهم من رواية شهر بن حوشب عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر، وأخرج أحمد (ج٥: ص١٦٠) ، ومسلم، والحاكم (ج٤: ص٢٤١) نحوه بزيادة ونقص، وتقدم لفظ مسلم في الفصل الأول.
٢٣٧٤- قوله:(أنه قرأ) أي قوله تعالى في آخر سورة المدثر {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى} أي: هو التحقيق بأن يتقيه المتقون بترك معاصيه والعمل {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} أي هو الحقيق بأن يغفر الله للمؤمنين ما فرط منهم من الذنوب، والحقيق بأن يقبل التوبة التائبين من العصاة فيغفر ذنوبهم قاله الشوكاني: وقال البيضاوي {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى}(المدثر: ٥٦) حقيق بأن يتقي عقابه {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}(المدثر: ٥٦) حقيق بأن يغفر لعباده - سيما المتقين منهم. وقال قتادة: أي: هو أهل أن يخاف منه وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب (قال) أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - (قال ربكم) أي: معنى تفسيريًا (أنا أهل أن أتقى) بإضافة أهل وصيغة المجهول من اتقى أي: يخاف ويحذر يعني أنا حقيق وجدير بأن يتقي العباد من جعل شريك بي ومن المعاصي ويخافوا من عذابي. وزاد أحمد وابن ماجة: فلا يجعل معي إلهًا آخر، وفي رواية أخرى لابن ماجة أنا أهل أن أتقى فلا يشرك بي غيري (فمن اتقاني) أي: خافني. وزاد الترمذي فلم يجعل معي إلهًا (فأنا أهل أن أغفر له) أي: لمن اتقاني، ولأحمد، وابن ماجة فمن اتقى أن يجعل معي إلهًا آخر فأنا أهل أن أغفر له، وفي رواية لابن ماجة: وأنا أهل لمن اتقى أن يشرك بي أن أغفر له. وهذا مضمون قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}(النساء: ٤٨)(رواه الترمذي) في تفسير سورة المدثر، (وابن ماجة) في باب ما يرجى من رحمة الله من أبواب الزهد