للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٧٩- (٣٣م) وعن عبد الله بن بسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا. رواه ابن ماجة، وروى النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) .

ــ

عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الميت في قبره إلا كالغريق ينتظر دعوة تلحقه من أبٍ أو أمٍ أو صديقٍ، وإن الله ليدخل من الدعاء على أهل القبور كأمثال الجبال، وإن هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار لهم. زاد الرازي: والصدقة عنهم - انتهى. قال الحافظ في اللسان (ج٥: ص٩٩) بعد ذكره أورده البيهقي في الشعب، ونقل عن ابن علي الحافظ أنه غريب من حديث ابن المبارك لم يقع عند أهل خراسان، قال: ولم أكتبه إلا عن هذا الشيخ يعني الفضل بن محمد. قال البيهقي: وتابعه محمد بن خزيمة عن ابن أبي عياش. وابن عياش تفرد به.

٢٣٧٩- قوله: (وعن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة (طوبى) فعل من الطيب، وهي اسم الجنة أو شجرة فيها. وقيل: المراد راحة وطيب عيش. قال القاري: طوبى أي: الحالة الطيبة والعيشة الراضية أو الشجرة المشهورة في الجنة العالية (لمن وجد في صحيفته) أي: في الآخرة (استغفارًا كثيرًا) أي: لعظم منافعه قال الطيبي: فإن قيل لم يقل طوبى لمن استغفر كثيرًا وما فائدة العدول؟ قلت: هو كناية عنه فيدل على حصول ذلك جزمًا وعلى الإخلاص، لأنه إذا لم يكن مخلصًا فيه كان هباءً منثورًا فلم يجد في صحيفته إلا ما يكون حجة عليه ووبالاً له - انتهى. وقوله: ((استغفارًا كثيرًا)) هكذا وقع في النسخ الحاضرة من المشكاة وسنن ابن ماجة بنصب استغفارًا، وكذا في الحصن، والكنز، والجامع الصغير، وعدة الحصن، والأذكار للنووي، وفي الترغيب للمنذري برفع استغفار. قال الشوكاني في تحفة الذاكرين شرح عدة الحصن الحصين: قوله: ((استغفارًا كثيرًا)) هكذا في نسخ هذا الكتاب أي: العدة بنصب استغفارًا على أنه مفعول به وإن الفعل وهو وجد مبني للمعلوم، وفي غير هذا الكتاب برفع استغفار على أن الفعل مبني للمجهول، وهذا أقوى وأولى لأن المقصود وجود ذلك في الصحيفة لأي واحد كان من ملك أو بشر لا وجود ذلك لصاحب الصحيفة نفسه، وإن كان لابد أن يجدها يوم الحساب - انتهى. قلت: ولم أجد ((استغفار)) بالرفع إلا في الترغيب للمنذري. وأما ما عدا ذلك من الكتب التي ذكرناها، ففي كلها بنصب استغفارًا فهو أولى وأقوى بل هو الصحيح (رواه ابن ماجة) في باب الاستغفار من سننه. قال المنذري: بإسناد صحيح. وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات. (وروى النسائي) الأولى أن يقول ورواه النسائي (في عمل يوم وليلة) قال الطيبي: ترجمة كتاب صنفه في الأعمال اليومية والليلية - انتهى. ورواه أيضًا البيهقي كما في الترغيب، وروى الطبراني في الأوسط عن الزبير بن العوام مرفوعًا: ((من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار)) . قال الهيثمي: رجاله ثقات، ورواه البيهقي أيضًا. قال المنذري: بإسناد لا بأس به، وعزاه في

<<  <  ج: ص:  >  >>