للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٨٠- (٣٤) وعن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا. رواه ابن ماجة، والبيهقي ((في الدعوات الكبير)) .

٢٣٨١- (٣٥) وعن الحارث بن سويد،

ــ

الكنز للضياء أيضًا، وفي الباب أيضًا عن عائشة أخرجه أبو نعيم في الحلية، وعن أبي الدرداء موقوفًا أخرجه أحمد في الزهد وعن أنس مرفوعًا أخرجه البزار ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج١٠: ص٢٠٨) ، والجزري في الحصن وعن معاوية بن جندب أخرجه ابن عساكر، والديلمي في مسند الفردوس ذكره في الكنز (ج١: ص٤٢٤) .

٢٣٨٠- قوله: (اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا) أي العلم والعمل (استبشروا) أي فرحوا بالتوفيق قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} (يونس: ٥٨) (وإذا أساؤا) أي: قصروا في أحدهما (استغفروا) كان ظاهر المقابلة أن يقال: وإذا أساؤا حزنوا فعدل عن الداء إلى الدواء إيماء إلى أن مجرد الحزن لا يكون مفيدًا، وإنما يكون مفيدًا إذا أبحر إلى الاستغفار المزيل للإصرار كذا في المرقاة. وقال الطيبي: إذا أحسنوا استبشروا أي إذا أتوا بعمل خير قرنوه بالإخلاص فيترتب عليه الجزاء فيستحقوا الجنة ويستبشروا بها، كما قال: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:٣٠) فهو كناية تلويحية، وقوله: ((وإذا أساؤا استغفروا)) عبارة عن أن لا يبتليهم بالاستدراج ويرى أعمالهم حسنة فيهلكوا كما قال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ} (فاطر: ٨) - انتهى. وهذا تعليم للأمة وإرشاد إلى لزوم الاستغفار وإلا فهو - صلى الله عليه وسلم - أرقى وأتقى من كل الأخيار (رواه ابن ماجة) في باب الاستغفار من سننه، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان. قال في الزوائد: وهو: ضعيف. قلت: ضعفه ابن سعد، وأحمد، ويحي والجوزجاني، والنسائي. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال الحاكم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال الحاكم: أبو أحمد ليس بالمتين عندهم. وقال الدارقطني: أنا أقف فيه لا يزال عندي فيه لين. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث وإلى اللين ما هو. قال الساجي: كان من أهل الصدق، ويحتمل لرواية الجلة (قتادة، والسفيانين، والحمادين وشعبة، وغيرهم) عنه وقال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير وعلي المتقي في الكنز (ج٢: ص١١٣) ورمزا له ابن ماجة، والبيهقي في الشعب وذكره في الكنز (ج٢ ص١٢٨) أيضًا وزاد في نسبته الخطيب، وابن عساكر وذكره ابن رجب في شرح الأربعين (ص١٦٣) وعزاه لأحمد فقط.

٢٣٨١- قوله: (وعن الحارث بن سويد) بالتصغير التيمي من بني تيم الرباب الكوفي أبو عائشة. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>