للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى الأحاديث الثلاثة أحمد، وروى البيهقي الأخير في كتاب ((البعث والنشور)) .

٢٣٨٥- (٣٩) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقى الله لا يعدل به شيئًا في الدنيا ثم كان عليه مثل جبال ذنوب غفر الله له. رواه البيهقي في كتاب ((البعث والنشور)) .

٢٣٨٦- (٤٠) وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

ــ

في التاريخ - صلى الله عليه وسلم -، حب، والبغوي في الجعديات: ك، ص، عن أبي ذر رضي الله عنه (روى الأحاديث الثلاثة) أي: جميعها (أحمد) أي: في مسنده وتقدم الكلام في كل منها (وروى البيهقي الأخير) أي: الحديث الأخير.

٢٣٨٥- قوله: (من لقى الله) أي: من مات (لا يعدل به شيئًا) أي: لا يوازي ولا يساوي بالله شيئًا. قال الطببي: ويجوز أن المعنى لا يتجاوزه إلى شيء، فشيئًا منصوب على نزع الخافض (في الدنيا) بيان للواقع إذ لإشراك إنما يكون فيها، وأما الآخرة فكل الناس فيها مؤمنون وإن لم ينفع الكفار إيمانهم (ثم كان عليه مثل جبال) بالنصب على أنه خبر كان واسمه قوله: (ذنوب غفر الله له) أي: إياها يعني جميعها إن شاء لقوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} (النساء: ٤٨) (رواه البيهقي إلخ) وأخرجه ابن مردويه عن أبي الدرداء بلفظ: من مات لا يعدل بالله شيئًا ثم كانت عليه من الذنوب مثل الرمال غفر له. ويؤيده حديث النواس بن سمعان: من مات وهو لا يشرك بالله شيئًا فقد حلت له مغفرته. أخرجه الطبراني، وحسن ويؤيده أيضًا ما روي في الصحيحين وغيرهما في فضل الإيمان وكلمة الشهادة من يشاء الوقوف عليه رجع إلى الكنز (ج١: ص٧٣ - ٧٥) .

٢٣٨٦- قوله: (التائب من الذنب) أي: توبة صحيحة وإطلاق الذنب يشمل الذنوب كلها، فيدل الحديث على أن التوبة مقبولة من أي ذنب كان، وظاهر الحديث يدل على أن التوبة إذا صحت بشرائطها فهي مقبولة (كمن لا ذنب له) أي: مثله في عدم تضرره. وقال السندي: ظاهره إن الذنب يرفع من صحائف أعماله ويحتمل أعماله ويحتمل أن المراد التشبيه في عدم العقاب فقط والله أعلم. وقال الطيبي: هذا من قبيل إلحاق الناقص بالكامل مبالغة كما يقال زيد كالأسد إذ لا شك أن المشرك التائب ليس كالنبي المعصوم، وتعقبه ابن حجر بأن المراد بمن لا ذنب له من هو عرضة له لكنه حفظ منه فخرج الأنبياء والملائكة فليسوا مقصودين بالتشبيه. قال القاري: فالخلاف لفظي. واختلفوا فيمن عمل ذنوبًا وتاب منها ومن لم يعملها أصلاً أيهما أفضل؟ قال في اللمعات: والتحقيق إن الحيثية مختلفة. وقال ابن القيم في مدارج السالكين (ج١: ص١٦٣) هل المطيع الذي لم يعص خير من العاصي الذي تاب إلى الله توبة

<<  <  ج: ص:  >  >>