زاد في رواية السائب ((فأتيناه جميعًا فقلت: بأبي يا رسول الله والله لقد سنوت)) أي: استقيت من البير فكنت مكان السانية. وهي الناقة التي تسقى عليها الأرض. حتى اشتكيت صدري. وقالت فاطمة: لقد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم. ووقع في رواية عبيدة بن عمرو عن علي عند ابن حبان من الزيادة ((فأتانا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولاً خرجت منها جنوبنا، وإذا لبسناها عرضًا خرجت منها رؤوسنا وأقدامنا)) وفي رواية السائب ((فرجعا فأتاهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وق دخلا في قطيفة لهما إذا غطيا رؤوسهما، تكشف أقدامها، وإذا غطيا أقدامهما تكشف رؤوسهما)) (فذهبنا نقوم) أي شرعنا وقصدنا لأن نقوم له (على مكانكما) أي لا تفارقا عن مكانكما والزماه. وقيل أي اثبتا واستمرا على ما أنتما عليه من الاضطجاع (فجاء فقعد بيني وبينها) . وفي رواية عند أحمد:(ج١: ص١٤٥) والنسائي: (أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتى وضع قدمه يني وبين فاطمة)(حتى وجدت برد قدمه) بالإفراد وفي بعض النسخ بالتثنية وهكذا وقع عند البخاري في المناقب والنفقات والدعوات. أي بالتثنية، وكذا وقع عند مسلم. قال القسطلاني: ولأبي ذر ((قدمه)) أي بالإفراد (على بطني) . وفي رواية:((قال على مكانكما حتى وجدت برد قدميه على صدري)) قال العيني: كلمة ((حتى)) غاية لمقدر تقديره فدخل هو في مضجعنا. ولظهوره ترك - انتهى. وقيل: أي: فأدخل قدميه بيننا من البرد حتى وجدت إلخ. وزاد في رواية الطبري ((فسخنتهما)) . وفي لفظ: وكانت ليلة باردة وقد دخلت هي وعلي في اللحاف فأرادا أن يلبسا الثياب وكان ذلك ليلاً. قال الحافظ: وفي رواية علي بن أعبد ((فجلس عند رؤوسهما وإنها أدخلت رأسها في اللفاع يعني: اللحاف حياء من أبيها)) ويحمل على أنه فعل ذلك أولاً فلما تأنست به دخل معهما في الفراش مبالغة في التأنيس، وفيه غاية التلطف على ابنته وصهره وإذا جاءت الألفة رفعة الكلفة. وزاد في رواية علي بن أعبد ((فقال: ما كان حاجتك أمس. فسكتت مرتين فقلت: أنا والله أحدثك يا رسول الله فذكرته له)) . ويجمع بين الروايتين بأنها أولاً استحيت فتكلم علي عنها فأنشطت للكلام فأكملت القصة، واتفق غالب الرواة على أنه - صلى الله عليه وسلم - جاء إليهما وفي مرسل علي بن الحسين عند جعفر الفريابي في الذكر ((أن فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادمًا وبيدها أثر الطحن من قطب الرحى فقال: إذا أويت إلى فراشك)) . فيحتمل أن تكون قصة أخرى فقد أخرج أبو داود من طريق أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير أي ابن عبد المطلب قالت: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبيًا فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشكوا إليه ما نحن فيه وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي فقال: سبقكن يتامى بدر. فذكر قصة التسبيح أثر كل صلاة ولم يذكر قصة التسبيح عند النوم فلعله علم فاطمة في كل مرة أحد الذكرين. كذا في الفتح فقال:(ألا) . بالتخفيف وفتح الهمزة:(أدلكما على خير مما سألتما) وفي رواية: ((مما سألتماني)) أي طلبتما من الرقيق، وفي رواية السائب: ((ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا: بلى.