تطحن)) ، أي من أجل إدارة الرحى بالقصر لطحن الشعير للخبز وهو سبب آخر من أسباب الشكوى وبقي أسباب أخرى ورد ذكرها عند أبي داود، وعبد الله بن أحمد في زوائده في مسند أبيه (ج١: ص١٥٤) ، من طريق أبي الورد عن علي بن أعبد عن علي قال: كانت فاطمة زوجتي فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمت، (أي كنست) البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست (وفي رواية ((دكنت)) ) ثيابها فأصابها من ذلك ضرر (وبلغها) حال من ضمير ((أتت)) ، أي وقد بلغ فاطمة (أنه) ، أي الشأن (جاءه) ، أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (رقيق) من السبي والرقيق المملوك وقد يطلق على الجماعة. وقال الجزري: الرقيق اسم للعبيد والإماء فعيل بمعنى مفعول. أي إنه في الرق الملكة (فلم تصادفه) بالفاء، أي لم تجد فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته حتى تلتمس منه خادمًا، فإن قلت: في رواية أبي الورد عن ابن أعبد عن علي عند أبي داود، ((فوجدت عنده حداثًا - بضم المهملة وتشديد الدال وبعد الألف مثلثة - أي جماعة يتحدثون، فاستحيت فرجعت)) . قلت: يحمل على أن المراد أنها لم تجده في المنزل بل في مكان آخر كالمسجد وعنده من يتحدث معه (فذكرت ذلك) ، أي الذي تشكوه (لعائشة فلما جاء) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (أخبرته عائشة) ، أي بمجيء فاطمة إليها في طلب الخادم، وفي رواية للبخاري ((فذكرت ذلك عائشة له)) قال الحافظ: وفي رواية مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي (عن علي) عند جعفر الفريابي في الذكر، والدارقطني في العلل، وأصله في مسلم:((حتى أتت منزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم توافقه فذكرت ذلك له أم سلمة بعد أن رجعت فاطمة)) ويجمع بأن فاطمة التمسته في بيتي أمي المؤمنين، وقد وردت القصة من حديث أم سلمة نفسها أخرجها الطبري في تهذيبه من طريق شهر بن حوشب عنها قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه الخدمة. فذكرت الحديث مختصرًا. وفي رواية السائب (عن علي عند أحمد (ج١: ص١٠٧) وابن سعد) : فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما جاء بك يا بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت. فقلت: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعًا. قال الحافظ: وهذا مخالف لما في الصحيح ويمكن الجمع بأن تكون لم تذكر حاجتها أولاً على ما في هذه الرواية ثم ذكرتها ثانيًا لعائشة لما لم تجده، ثم جاءت هي وعلي على ما في رواية السائب فذكر بعض الرواة ما لم يذكر بعض وقد اختصره بعضهم. ففي رواية مجاهد الماضية في النفقات عند البخاري: أن فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادمًا فقال ألا أخبرك ما هو خير لك منه؟ . وفي رواية هبيرة بن يريم عن علي عند أحمد (ج١: ص١٤٧) قال: قلت لفاطمة: لو أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألتيه خادمًا فقد أجهدك الطحن والعمل. قالت: فانطلق معي. قال فانطلقت معها فسألناه فقال: ألا أدلكما - الحديث. ووقع عند مسلم من حديث أبي هريرة أن فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادمًا وشكت العمل فقال: ما ألفيته عندنا (قال) أي علي (فجاءنا وقد أخذنا) الواو فيه للحال (مضاجعنا) جمع مضجع وهو المرقد أي جاءنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حال كوننا مضطجعين،