للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمَا إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثتكَ وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ. رواه الترمذي، وابن ماجة، وأبو داود. وفي روايته: ((لَمْ تُصِبْهُ فَجْاءَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ تُصِبْهُ فَجْاءَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ)) .

ــ

إليّ)) حال، أي: ما لك تنظر إلي؟ (أما) للتنبيه وقيل: بمعنى حقًا (ولكني لم أقله) أي: ما قدر الله لي أن أقوله (يومئذ ليمضي) من الإمضاء (عليّ) بتشديد الياء (قدره) بفتح الدال أي: مقدره. قال الطيبي: قوله: ((ليمضي الله)) علة لعدم القول وليس بغرض له كما في قعدت عن الحرب جبنًا، وقيل: اللام فيه للعاقبة. كما في قوله: لدوا للموت وابنوا للخراب، ذكره القاري. وفي رواية أبي داود ((فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال: ما لك تنظر إلي؟ فو الله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني فيه غضبت فنسيت أن أقولها)) . (رواه الترمذي، وابن ماجة) في الدعاء. وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح (وأبو داود) في الأدب، وسكت عنه هو والمنذري، وأخرجه أيضًا أحمد (ج١: ص٦٣، ٦٧) ، وابنه عبد الله في زوائده (ج١: ص٧٣) ، والبخاري في الأدب المفرد، والنسائي في الكبرى، وابن حبان، والحاكم (ج١: ص٥١٤) وصححه ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة، وابن السني (ص١٦) ، والبغوي في شرح السنة (ج٥: ص١١٣) (وفي روايته) أي: رواية أبي داود (لم تصبه فجاءة بلاء) بالإضافة بيانية، وهو بضم الفاء ممدودًا مصدر بمعنى المفعول أو بمعنى ما فاجأك. يقال: فجأه الأمر يفجأه، وفجئه يفجأه فجأ، وفجأة وفجأءة، وفاجأه مفاجأة، وافتجأ افتجاء هجم عليه أو طرقه بغتة من غير أن يشعر به. قال القاري: وفي نسخة بفتح الفاء وسكون الجيم في مختصر النهاية فجأه الأمر وفجئه فجاءة بالضم والمد وفجأ بالفتح وسكون الجيم من غير مد وفاجأه مفاجأة إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب - انتهى. وفيه إشارة إلى أن المراد بالفجأءة ما يفجأ به، والمصدر بمعنى المفعول وهو أعم من أن يكون بالمد وغيره (حتى يصبح، ومن قالها) أي: تلك الكلمات (حين يصبح لم تصبه فجاءة بلاء حتى يمسي) وعند ابن حبان وعبد الله بن أحمد في زوائده في مسند أبيه (ج١: ص٧٣) ((لم تفجأه فاجئة بلاء حتى الليل، ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح إن شاء الله)) يعني من قال ذلك في الصباح يحفظه الله من كل ضرر مفاجئ حتى يغيب الشمس، ومن قالها في المساء يحفظه الله كذلك حتى يطلع الفجر، وفي شرح السنة ((لم تفجأه فاجئة حتى يمسي ... وحتى يصبح)) . قال القاري: وفي الغايتين أعني حتى يصبح وحتى يمسي إيماء إلى أن ابتداء الحفظ من الفجاءة والمضرة عقب قول القائل في أي: جزأ من أجزاء الليل أو النهار بل وفي سائر أثناءهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>