للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبِحَمْدِهِ ولا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ. اعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا فَإِنَّهُ مَنْ قَالَها حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ حَتَّى يُمْسِيَ وَمَنْ قَالَها حِينَ يُمْسِي حُفِظَ حَتَّى يُصْبِحَ. رواه أبو داود.

٢٤١٧- (١٤) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قال رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَسُبْحَانَ اللَّهِ

ــ

ولا يستعمل غالبًا إلا مضافًا، ومعنى التسبيح تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص وعيب (وبحمده) قيل الواو للحال والتقدير: أسبح الله متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه. وقيل: عاطفة. والتقدير: أسبح الله وأقوم أو أبتدئ بحمده، ويمكن أن تكون زائدة والمعنى أسبحه مقرونًا بحمده (لا قوة) وفي عمل اليوم والليلة لابن السني: ولا حول ولا قوة (إلا بالله) أي: إلا بإقداره تعالى (ما شاء الله) أي: وجوده (كان) أي: وجد في وقت أراده (وما لم يشأ لم يكن) أي: لم يوجد أي: سواء يشاء العبد أو لم يشأ. وهذا معنى قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ} (٧٦: ٣٠) (أعلم) بصيغة المتكلم أي: أعتقد (أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا) أي: له القدرة الكاملة والعلم الشامل. قال الطيبي: هذان الوصفان أعني: القدرة الشاملة، والعلم الكامل، هما عمدة أصول الدين وبهما يتم إثبات الحشر والنشر ورد الملاحدة في إنكارهم البعث وحشر الأجساد لأن الله تعالى إذا علم الحزئيات والكليات على الإحاطة علم الأجزاء المتفرقة المتلاشية في أقطار الأرض فإذا قدر على جمعها أحياها فلذلك خصهما بالذكر في هذا المقام (فإنه) أي: الشأن وهو تعليل لقولي (حفظ) بصيغة المجهول أي: من البلايا والخطايا (رواه أبو داود) في الأدب، وأخرجه أيضًا النسائي في الكبرى، وابن السني (ص١٦) كلهم من رواية عبد الحميد مولى بني هاشم عن أمه وكانت تخدم بعض بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمها إلخ. وقد سكت عنه أبو داود. وقال المنذري في مختصر السنن: في إسناده امرأة مجهولة وهي أم عبد الحميد. وقال الحافظ في الكنى من النساء من التقريب: أم عبد الحميد الهاشمية مولاهم مقبولة من الثالثة. أي: من الطبقة الوسطى من التابعين، ثم قال في المبهمات من النسوة على ترتيب من روى عنهن رجالاً ثم نساء: عبد الحميد بن أبي هاشم عن أمه كانت تخدم بعض بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم أقف على اسمها وكأنها صحابية - انتهى. وحكى في هامش شرح السنة (ج٥: ص١١٥) عن الحافظ بعد نقل كلام المنذري المذكور أنه قال (أي: الحافظ) لكن يغلب على الظن أنها. أي: أم عبد الحميد صحابية، فإن بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - متن في حياته إلا فاطمة فعاشت بعده ستة أشهر أو أقل وقد وصفت بأنها كانت تخدم التي روت عنها، لكنها لم تسمها. فإن كانت غير فاطمة قوي الاحتمال، وإلا احتمل أنها جاءت بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -. والعلم عند الله - انتهى.

٢٤١٧- قوله: (من قال حين يصبح) أي: يدخل في الصباح {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} أي: نزهوه عما لا يليق بعظمته تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>