(بسم الله وضعت جنبي لله) كذا في جميع النسخ من المشكاة وهكذا نقله في جامع الأصول وقع في المصابيح بدون ((لله)) وكذا في الأذكار، والحصن، والجامع الصغير. وهكذا وقع في سنن أبي داود. قال القاري: فوضعت متعلق الجار ويحتمل على الأول أيضًا أن يتعلق بقوله: وضعت أي: باسم الله وضعت جنبي حال كون وضعه لله أي للتقوى على عبادته (اللهم اغفر لي ذنبي) المراد به ذنبه اللائق بذاته الشريفة أو وقع تعليمًا لأمته (واخسأ شيطاني) أي: اجعله خاسئًا أي: مطرودًا وهو بوصل الهمزة وفتح السين من خسأت الكلب أي: طردته وزجرته مستهينًا به فانزجر وخسأ الكلب بنفسه فهو يتعدى ولا يتعدى ومنه قوله تعالى: {قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}(٢٣: ١٠٨) والمعنى اجعله مطرودًا عني كالكلب المهين. قال الطيبي: أضافه إلى نفسه لأنه أراد به قرينه من الجن أو أراد الذي يقصد إغواءه ويبغي غوايته أي من شياطين الإنس والجن (وفك) بضم الفاء وتشديد الكاف المفتوحة ويجوز ضمها وكسرها (رهاني) بكسر الراء كسهام أي خلص نفسي ورقبتي عن كل حق علي. وأصل الفك الفصل بين الشَّيْئَيّنِ وتخليص بعضهما من بعض. والرهان الرهن وجمعه ومصدر راهنه وهو ما يوضع وثيقة للدين يعني المال المحبوس عند المرتهن والمراد هنا نفس الإنسان لأنها مرهونة بعملها لقوله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}(٧٤: ٣٨) وقوله: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}(٥٢: ٢١) ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: نفس المؤمن مرتهنة بدينه. أي محبوسة عن مقامها الكريم حتى يقضى عنه دينه. وفك الرهن تخليصه من يد المرتهن يعني خلص نفسي عن حقوق الخلق ومن عقاب ما اقترفت من الأعمال التي لا ترتضيها بالعفو عنها، وزاد في المستدرك وعمل اليوم والليلة لابن السني ((وثقل ميزاني)) أي بالأعمال الصالحة (واجعلني في النديّ الأعلى) النديّ: بفتح النون وكسر الدال وتشديد الياء هو النادي، قال الجزري: الندي النادي وهو المجلس يجتمع فيه القوم، فإذا تفرقوا عنه فليس بناد ولا ندي، والمراد بالندي الأعلى مجتمع الملائكة المقربين ولهذا وصفه بالعلو. وقال الخطابي: الندي القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي وجمعه أندية، قال: ويريد بالندي الأعلى الملأ الأعلى من الملائكة - انتهى. وقيل: الندي أصله المجلس، ويقال للقوم أيضًا تقول: ندوت القوم أي جمعتهم، والمعنى اجعلني من القوم المجتمعين. ويريد بالأعلى الملأ الأعلى. وهم الملائكة أو من أهل الندي إذا أريد به المجلس، وهذا دعاء يجمع خير الدنيا والآخرة فتتأكد المواظبة عليه كلما أريد النوم وهو من أجل الأدعية المشروعة عنده على كثرتها (رواه أبو داود) في الأدب قال الحافظ في الإصابة في ترجمة أبي الأزهر الأنماري: بسند جيد. وقال النووي في الأذكار: بالإسناد الحسن، ورمز السيوطي في الجامع الصغير لصحته وسكت عنه أبو داود، وأخرجه أيضًا الحاكم (ج١: ص٥٤٠، ٥٤٩) ، وابن السنى (ص٢٢٨) بلفظ ((كان إذا أخذ مضجعه قال: اللهم اغفر لي)) . إلخ، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.