٢٤٣٣- (٣٠) وعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ من الليل قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي وَأَطْعَمَنِي وَسَقَانِي وَالَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ أَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ. رواه أبو داود.
٢٣٣٤- (٣١) وعَنْ بُرَيْدَةَ قال: شَكَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنْ الأَرَقِ فَقَالَ نبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ وَرَبَّ الأَرَضِينَ
ــ
٢٤٣٣- قوله:(الحمد لله الذي كفاني) أي دفع عني شر كل موذ من خلقه وكفى مهماتي وقضى حاجاتي أو أغناني عن الخلق (وآواني) بالمد أي جعل لي مسكنًا يقيني الحر والبرد وأحرز فيه متاعي (والذي من) أي أنعم من المن العطاء لا من المنة (عليَّ فأفضل) بالفاء وفي رواية أحمد بالواو أي زاد في المن أو أكثر (والذي أعطاني فأجزل) أي: فأعظم العطاء أو أكثر من النعمة. قال الطيبي: الفاء فيه لترتبها في التفاوت من بعض الوجوه كقولك خذ الأفضل فالأكمل واعمل الأحسن فالأجمل فالإعطاء حسن وكونه جزيلاً أحسن وهكذا المن، وقدم المن لأنه غير مسبوق بعمل العبد بخلاف الإعطاء فإنه قد يكون بإزاء عمل من العبد ومسبوقًا به كذا قال، وفيه بحث (الحمد لله على كل حال) وفي رواية ابن السني ((اللهم فلك الحمد على كل حال)) (اللهم رب كل شيء) أي: مربيه ومصلحه (ومليكه) وفي رواية أحمد ((وملك كل شيء)) ، ولابن حبان ((ومالك كل شيء)) (وإله كل شيء) زاد في رواية أحمد، وابن حبان ((ولك كل شيء)) (أعوذ من النار) أي مما يقرب إليها من علم أو عمل أو حال يوجب العذاب (رواه أبو داود) في الأدب، قال النووي: بالإسناد الصحيح. قلت: سكت عنه أبو داود، والمنذري، وأخرجه أيضًا أحمد (ج٢: ص١١٨) ، والنسائي في الكبرى، وابن حبان، وأبو عوانة في صحيحهما، وابن السني (ص٢٣٠) ، والبغوي في شرح السنة (ج٥:ص١٠٦) ، وأخرجه الحاكم من حديث أنس (ج١: ص٥٤٥، ٥٤٦) وصححه وأقره الذهبي.
٢٤٣٤- قوله:(وعن بريدة) بن الحصيب الأسلمي الصحابي (شكا خالد بن الوليد) المخزومي (إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -) في القاموس: شكا أمره إلى الله شكوى، وينون وشكاية بالكسر وشكيت لغة في شكوت - انتهى. فعلى اللغة الأولى التي هي الفصحى يكتب شكا بالألف وعلى الثانية بالياء بناء على القاعدة المقررة في علم الخط (فقال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق) هذا بيان لقوله: شكا، والأرق بفتحتين السهر في الليل لامتناع النوم لعلة من وسواس أو حزن أو غير ذلك. فمن ابتدائية للتعليل أي لأجل السهر (إذا أويت) بالقصر (وما أظلت) بتشديد اللام من الإظلال أي: وما أوقعت ظلها