للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٣٦- (٣٣) وعن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قلت لأَبِي: يَا أَبَتِ أَسْمَعُكَ تَقول كُلَّ غَدَاةٍ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ تُكررهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي فَقَالَ: يا بني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ. رواه أبو داود.

ــ

٢٤٣٦- قوله: (وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة) بالتاء واسمه نفيع بن الحارث. قال المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكرة هو عبد الرحمن بن أبي بكرة الأنصاري البصري الثقفي ولد بالبصرة سنة أربع عشرة حيث نزلها المسلمون وهو أول مولود ولد للمسلمين بها، تابعي كثير الحديث سمع أباه وعليًّا، وروى عنه جماعة - انتهى. وقال الحافظ فيه: ثقة من كبار التابعين (قال) أي: عبد الرحمن: (يا أبت) بكسر التاء وفتحها (أسمعك) أي أسمع منك أو أسمع كلامك حال كونك (تقول: كل غداة) أي: صباح أو كل يوم. قال القاري: وهو الأظهر لما سيأتي. وقال الشيخ الدهلوي في اللمعات: لعل المراد بالغداة هنا اليوم فيصح تفصيله بقوله: تكررها ثلاثًا حين تصيح وثلاثًا حين تمسي، أو يقدر بعد قوله: كل غداة ((وكل عشية)) ويكون قوله: ((حين تصبح وتمسي)) تعيينًا للوقت لأن الغداة والعشي أوسع من الصبح والمساء لأنهما اسمان لما قبل الزوال وبعده (اللهم عافني في بدني) أي: من الآلام والأسقام، والمفاعلة لقصد والعافية دفاع الله عن العبد السيئة والمكروه، وعافاه الله معافاة وعافية: وهب له العافية من العلل والبلايا (اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري) خص السمع والبصر بالذكر بعد ذكر البدن مع أنه مشتمل عليهما لشرفهما فإن السمع يدرك ويعي الآيات المنزلة على الرسل، والعين هي التي تدرك وتجلو آيات الله المنبثة في الآفاق فهما جامعان لدرك الآيات النقلية والأدلة العقلية والنقلية وإليه ينظر قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا)) (تكررها) وفي أبي داود، ومسند أحمد، والأدب المفرد، ((تعيدها)) وكذا نقله النووي في الأذكار، والشوكاني في تحفة الذاكرين يعني تكرر هذه الجمل أو هذه الدعوات بدل من ((تقول)) أو حال (فقال: يا بني) بفتح الياء والتصغير، وفي أبي داود ((فقال إني)) وهكذا في الأذكار ووقع في المسند، وابن السني، والأدب المفرد ((قال: نعم يا بني إني)) (يدعو بهن) أي: كذلك (فأنا أحب أن أستن) أي: أقتدي (بسنته) وأتتبع سيرته (رواه أبو داود) في الأدب وسكت عنه، وأخرجه أيضًا أحمد (ج٥: ص٤٢) ، والبخاري في الأدب المفرد (ج٢: ص١٥٩) ، والنسائي في الكبرى، وابن السني (ص٢٤، ٢٥) كلهم من طريق جعفر بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال المزي: قال النسائي: جعفر بن ميمون ليس بالقوي، وقال المنذري بعد نقل كلام النسائي: وقال: فيه يحيى بن معين: ليس بذاك، وقال مرة: ليس بثقة، وقال مرة: بصري صالح الحديث. وقال الإمام أحمد ليس بقوي في الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: صالح - انتهى. وقال الحافظ فيه: صدوق يخطئ.

<<  <  ج: ص:  >  >>