مزيدة للتأكيد وقيل أصله فألا أعلمك ثم قدمت الهمزة لأن لها صدر الكلام وهو أظهر لبعده عن التكلف بل التعسف فإنه لا يبقى للفاء فائدة. كذا في المرقاة (كلامًا) أي دعاء (قال) أي الرجل المذكور وهو أبو أمامة (قلت بلى) هذا صريح في أن الحديث من رواية الرجل أي أبي أمامة وكذا قوله: ((قال: ففعلت ذلك فأذهب الله همي، وقضى عني ديني)) وظاهر سياقه في أوله كما تقدم أنه من حديث أبي سعيد. قال الطيبي: الظاهر أن يقال: قال: قال بلى أي بدل قوله: ((قال: قلت بلى)) لأن أبا سعيد لم يرو عن ذلك الرجل بل شاهد الحال كما دل عليه أول الكلام اللهم إلا أن يأول ويقال تقديره قال أبو سعيد قال لي رجل قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هموم لزمتني (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت) أي دخلت في الصباح والمساء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن) بضم الحاء وإسكان الزاي وبفتحهما ضد السرور، وقيل: الهم والحزن بمعنى واحد، وقيل: الهم ما يتصور من المكروه الحالي والحزن لما في الماضي، وقيل: الهم فيما يتوقع أي في الخوف من أمرٍ في المستقبل والحزن فيما قد وقع وفات. أي بفوات أمر حصل في الماضي كموت ولد، أو الهم هو الحزن الذي يذيب الجسم، يقال: همني الأمر بمعنى أذابني وسمى به ما يعتري الإنسان من شدائد الغم لأنه يذيبه فهو أشد وأبلغ من الحزن الذي أصله الخشونة، وقال ميرك: الهم الكرب الذي ينشأ عند ذكر ما يتوقع حصوله مما يتأذى به والغم ما يحدث للقلب بسبب ما حصل والحزن ما يحصل لفقد ما يشق على المرأ فقده (وأعوذ بك من العجز) بفتح العين وسكون الجيم وهو ضد القدرة، وأصله التأخر عن الشيء مأخوذ من العجز وهو مؤخر الشيء وللزومه الضعف والقصور عن الإتيان بالشيء استعمل في مقابلة القدرة واشتهر فيها، والمراد هنا فقد القدرة على أداء الطاعة والعبادة ودفع الفساد وتحمل المصيبة والمحنة (والكسل) بفتحتين وهو التثاقل عن الشيء مع وجود القدرة والداعية إليه، وقيل: التواني عن الطاعة والتثاقل عن الأمر المحمود وعدم انبعاث النفس في الخير وقلة الرغبة فيه مع وجود القدرة عليه (وأعوذ بك من البخل والجبن) كذا في جميع النسخ من المشكاة وهكذا وقع في جامع الأصول والذي في سنن أبي داود ((من الجبن والبخل)) وهكذا في المصابيح والجامع الصغير والحصن، والجبن بضم الجيم وسكون الموحدة وبضمها. ضد الشجاعة وهو الخوف عند القتال ومنه عدم الجرأة عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيل: هو ضعف القلب الناشئ عنه عدم الإقدام على المخاوف، والبخل بضم الباء وكجبل ونجم وعنق ضد الكرم (وأعوذ بك من غلبة الدين) أي استيلائه وكثرته وهي أن يفدحه الدين ويثقله وفي معناه ضلع الدين كما في رواية أي ثقله الذي يميل صاحبه عن الاستواء والضلع بالتحريك الاعوجاج والمراد به ها هنا ثقل الدين وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاءه ولا يسامح الدائن مع المطالبة الشديدة