٢٤٨٠- (٤٢) وعن بريدة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل السوق قال: بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها صفقة خاسرة. رواه البيهقي في الدعوات الكبير.
ــ
المسند التي بين أيدينا كنسخة الحافظ الهيثمي، وربيح مصغرًا ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني يروي عن أبيه عن جده، يقال: اسمه سعيد وربيح لقب. مقبول، قاله الحافظ في التقريب.
٢٤٨٠- قوله (إذا دخل السوق) ، أي أراد دخولها وقيل أي وصل إلى مكانها وفي رواية ابن السني والطبراني ((إذا خرج إلى السوق)) (قال) ، أي عند الأخذ فيه (اللهم إني أسألك خير هذه السوق) السوق يذكر ويؤنث على ما في الصحاح وقيل أنثها لأن تأنيثها أفصح من تذكيرها ولذا يقال في تصغيرها سويقة والمراد خير ذاتها أو مكانها (وخير ما فيها) ، أي ما ينتفع به من الأمور الدنيوية ويستعان به على القيام بوظائف العبودية وللوسائل حكم المقاصد، قال القاري في الحرز: قوله ((وخير ما فيها)) ، أي مما ينتفع به في الأمور الدنيوية التي يستعان بها على الأحكام الأخروية وقال في المرقاة أي من الأمور التي معينة على الدين أو أسألك خير هذه السوق بتيسير رزق حلال وعمل رابح وبركة في الوقوف بها وخير ما فيها من الناس والعقود والأمتعة (وأعوذ بك من شرها) ، أي في ذاتها أو مكانها لكونه مكان إبليس كما ورد (وشر ما فيها) ، أي مما يشغل عن ذكر الرب سبحانه أو مخالفته بنحو غش وخيانة وارتكاب ربا وعقد فاسد وأمثال ذلك وقيل من شرها، أي من شر ما استقر من الأوصاف والأحوال الخاصة بها وشر ما فيها، أي من شر ما خلق ووقع فيها وسبق إليها (اللهم إني أعوذ بك أن أصيب) ، أي أدرك (فيها صفقة) ، أي بيعة ومنه ألهاهم الصفق بالأسواق، أي التبايع قاله الجزري. ويقال: صفق يده على يده صفقًا وصفقة ضرب يده على يده وذلك عند وجوب البيع (خاسرة) ، أي عقد فيه خسارة دنيوية أو دينية، قال الطيبي: الصفقة المرة من التصفيق وهي اسم للعقد فإن المتبايعين يضع أحدهما يده في يد الآخر ووصف الصفقة بالخاسرة من الإسناد المجازي لأن صاحبها خاسر بالحقيقة - انتهى. فهي كقوله تعالى:{عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} ويمكن أن يكون التقدير فيهما ذات خسارة وذات رضا أو فاعلة مصدر بمعنى مفعول. قال المناوي: إنما سأل خير السوق واستعاذ من شرها لاستيلاء الغفلة على قلوب أهلها فأتى بهذه الكلمات ليخرج من حال الغفلة فيندب لمن دخل السوق أن يحافظ على قوله ذلك فإذا نطق الداخل بهذه الكلمات كان فيه تحرزًا عما يكون من أهل الغفلة فيها (رواه البيهقي في الدعوات الكبير) ، ورواه الحاكم (ج١: ص٥٣٩) ، وابن السني (ص٦٣) ، والطبراني أيضًا ولفظهم ((أصيب فيها يمينًا فاجرة أو صفقة خاسرة)) ، وأو للتنويع والفاجرة بمعنى الكاذبة أي حلفًا كاذبًا وذكرهما تخصيص بعد تعميم لكونها أهم ووقوعها أغلب والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج١٠: ص١٢٩) وقال: رواه الطبراني