٢٤٩١- (١١) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ
ــ
أحمد بأن يموت الرجل في فتنة لم يتب منها. والظاهر العموم (وعذاب القبر) ، أي البرزخ. (رواه أبو دواد والنسائي) في الاستعاذة إلا أن النسائي لم يذكر ((سوء العمر)) وأخرجه أيضًا أحمد (ج١: ص٢٢، ٥٤) ، وابن ماجة في الدعاء، وابن حبان كما في موارد الظمآن (ص٦٠٥) ، والحاكم (ج١: ص٥٣٠) وقد سكت عنه أبو داود والمنذري (ج٢: ص١٥٨) ، وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
٢٤٩١- قوله (اللهم إني أعوذ بك من الفقر) ، الفقر الاحتياج والطلب وأراد به ها هنا فقر القلب وكل قلب يطلب شيئًا ويحتاج إلى شيء ويحرص على شيء فهو فقير وإن كان صاحبه كثير المال يعني من قلب حريص على جمع المال وهذا مثل قوله ((ونفس لا تشبع)) قاله المظهر. وقال التوربشتي: الفقر المستعاذ منه إنما هو فقر النفس وجشعها الذي يفضي بصاحبه إلى كفران نعمة الله ونسيان ذكره ويدعوه إلى سد الخلة بما يتدنس به عرضه وينثلم به دينه وقال الطيبي: أصل الفقر كسر فقار الظهر، والفقر يستعمل على أربعة أوجه: الأول وجود الحاجة الضروية وذلك عام للإنسان ما دام في الدنيا بل عام في الموجودات كلها وعليه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ}(٣٥: ١٥) الثاني: عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ}(٢: ٢٧٣) و {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء}(٩:٦٠) الثالث: فقر النفس وهو المقابل لقوله ((الغنى غنى النفس)) والمعنى بقولهم: ((من عدم القناعة لم يفده المال غنى)) الرابع: الفقر إلى الله المشار إليه بقولهم: ((اللهم اغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك)) وإياه عنيَ تعالى بقوله: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}(٢٨: ٢٤) أقول: والمستعاذ منه في الحديث هو القسم الثاني يعني عدم المقتنيات وقلة المال وإنما استعاذ منه عند عدم الصبر وهو فتنة وقلة الرضاء به أو استعاذ من القسم الثالث أي: من الفقر الذي هو فقر النفس وهو الشره الذي يقابل غنى النفس الذي هو قناعتها لا قلة المال والفرق بين القول الأول والرابع أن الفقر الأول عام اضطراري والرابع خاص اختياري أو شهود ذلك الاضطرار ودوام حضور ذلك الافتقار (والقلة) بكسر القاف، قال المظهر: أراد به قلة المال بحيث لا يكون له كفاف من القوت فيعجز عن وظائف العبادات من أجل الجزع وجوع العيال، وقيل: المراد قلة الصبر وقلة الأنصار أو قلة العدد أو العُدد أو الكل. وقال التوربشتي: المراد منها القلة في أبواب البر وخصال الخير لأنه عليه الصلاة والسلام كان يؤثر الإقلال في الدنيا ويكره الاستكثار من الأعراض الفانية وفي صحيح ابن حبان الفاقة بدل القلة وهي شدة الفقر والحاجة إلى الخلق (والذلة) أي: من أن أكون ذليلاً في