٢٥١٧- (١٢) وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا. الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار. رواه الترمذي، وابن ماجة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب إسنادًا.
ــ
وأقره الذهبي، وفي إسناده عبيد الله بن زحر وقد ضعفوه بما يقتضي أن لا يكون حديثه صحيحًا، بل غاية رتبة هذا الحديث أن يكون حسنًا كما قال الترمذي. فقد قال أبو زرعة: أنه صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. قال في المنار: فالحديث لأجله حسن لا صحيح.
٢٥١٧- قوله:(اللهم انفعني بما علمتني) أي: في الأزمنة السابقة يعني بالعمل بمقتضاه خالصًا لوجهك (وعلمني) أي: فيما بعد (ما ينفعني) أي: علمًا ينفعني، فيه أنه لا يطلب من العلم إلا النافع والنافع ما يتعلق بأمر الدين والدنيا فيما يعود فيها على نفع الدين وإلا فما عدا هذا العلم فإنه ممن قال الله فيه:{وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ}(٢: ١٠٢) أي: بأمر الدين فإنه نفى العلم عن علم السحر لعدم نفعه في الآخرة بل لأنه ضار فيها وقد ينفعهم في الدنيا لكنه لم يعد نفعًا (وزدني علمًا) مضافًا إلى ما علمتنيه. وقال السندي: أي: نافعًا بقرينة السياق أو هو مبني على تنزيل غير النافع بمنزلة الجهل. قال الطيبي: طلب أولاً النفع بما رزق من العلم وهو العمل بمقتضاه ثم توخى علمًا زائدًا عليه ليترقى منه إلى عمل زائد على ذلك، وفيه إشارة إلى أن من عمل بما علم ورثه الله علمًا لا يعلم، ثم قال:((رب زدني علمًا)) يشير إلى طلب الزيادة في السير والسلوك إلى أن يوصله إلى مخدع الوصال فظهر من هذا أن العلم وسيلة إلى العمل وهما متلازمان. ومن ثم قيل: ما أمر الله ورسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم بقوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}(٢٠: ١١٤) وهذا من جامع الدعاء الذي لا مطمع وراءه (الحمد لله على كل حال) من أحوال السراء والضراء فيحمده تعالى لكونه لم ينزل به أشد من هذا البلاء الذي نزل به وكم يترتب على الضراء من عواقب حميدة ومواهب كريمة يستحق الحمد عليها: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}(٢: ٢١٦) قال في الحكم: من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذاك لقصور نظره. وقال الغزالي: لا شدة إلا وفي جنبها نعم لله فليلزم الحمد والشكر على تلك النعم المقترنة بها. وقوله:((الحمد لله)) إلخ كذا وقع في الترمذي بغير عطف ووقع عند ابن ماجة، والحمد لله أي بزيادة الواو. قال السندي: قوله: ((والحمد لله على كل حال)) أي: زيادة العلم وقيل: أن يزداد وظاهر العطف يقتضي أن الجملة إنشائية فلذلك عطفت على إنشائية (وأعوذ بالله من حال أهل النار) من الكفر والفسوق في الدنيا والعذاب والعقاب في العقبى. (رواه الترمذي) في الدعوات، (وابن ماجة) في السنة، والدعاء، وأخرجه أيضًا البغوي (ج٥: ص١٢٣) ، وابن أبي شيبة كما في الحصن، والبزار كما في تفسير الحافظ ابن كثير (وقال الترمذي: هذا حديث غريب إسنادًا) في سنده عندهم موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة وموسى ضعفه النسائي وغيره ومحمد بن ثابت لم يروه عنه غير موسى. قال الذهبي ((مجهل)) ذكره المناوي، وقال الحافظ في التقريب: محمد بن ثابت عن أبي هريرة مجهول