وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ". رواه الترمذي.
٢٦٢٣ – (٨) وروى مالك عن طلحة بن عبيد الله إلى قوله: " لا شريك له ".
ــ
الدعاء، على حذف المضاف، ويدل عليه الحديث الآخر، فإنه قال: أفضل الدعاء أن أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلى آخره. ودعا بعد ذلك بقوله: اللهم اجعل في قلبي نورًا، إلخ. الثالث: معناه أفضل ما يستبدل به عن الدعاء يوم عرفة لا إله إلا الله، إلى آخره. والأول أوجه – انتهى. (وخير ما قلت) قال الشيخ الدهلوي في اللمعات: أي دعوت، والدعاء هو لا إله إلا الله وحده، إلخ. وتسميته دعاء إما لأن الثناء على الكريم تعريض بالدعاء والسؤال، وأما لحديث: " من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ". هكذا قالوا، ولا يخفى أن عبارة هذا الحديث لا تقتضي أن يكون الدعاء قوله لا إله إلا الله. إلخ. بل المراد أن خير الدعاء ما يكون يوم عرفة أي دعاء كان، وقوله " خير ما قلت " إشارة إلى ذكر غير الدعاء فلا حاجة إلى جعل ما قلت بمعنى ما دعوت، ويمكن أن يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية لما يستحب من الثناء على الله قبل الدعاء – انتهى. وقال القاري: لا يبعد أن يقال: خير ما قلت من الذكر فيكون عطف مغاير، والتقدير: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة بأي شيء كان، وخير ما قلت من الذكر فيه وفي غيره أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله – انتهى. قلت: لكن لا يلائمه رواية الطبراني بلفظ: " أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله ". وكذا رواية أحمد. كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة لا إله إلا الله "(له الملك وله الحمد) زاد في حديث أبي هريرة عند البيهقي " يحيي ويميت بيده الخير "(رواه الترمذي) في الدعوات من طريق حماد بن حميد عن عمرو بن شعيب وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد وليس هو بالقوي عند أهل الحديث، وأخرجه أحمد من هذا الطريق (ج٢: ص٢١٠) بلفظ ((كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير)) ، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد. وقال: رواه أحمد ورجاله موثقون – انتهى. ولا يخفى ما فيه.
٢٦٢٣- قوله (وروى مالك) في آخر كتاب الصلاة وفي أواخر الحج عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي (عن طلحة بن عبيد الله) أي مرسلاً مرفوعًا، وطلحة هذا هو طلحة بن عبيد الله (مصغرًا) ابن كريز – بفتح الكاف وكسر الراء المهملة وسكون الياء وزاي معجمة – الخزاعي المدني أبو المطرف ثقة من أوساط التابعين، مات بالشام سنة ثمان عشرة ومائة. قال العراقي: وهم من ظنه أحد العشرة، أي لأنه تيمي واسم جده عثمان وهذا خزاعي وجده كريز فحديثه مرسل (إلى قوله ((لا شريك له)) ) وكذا أخرجه البيهقي في كتاب الدعوات الكبير والسنن الكبرى