للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٢٤ – (٩) وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما رؤي الشيطان يومًا هو فيه أصغر

ــ

(ج ٥: ص ١١٧) مرسلاً مبتورًا. قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرساله ولا أحفظ بهذا الإسناد مسندًا من وجه يحتج به وأحاديث الفضائل لا تحتاج إلى محتج به، وقد جاء مسندًا من حديث علي وابن عمر ثم أخرج حديث علي من طريق ابن أبي شيبة وجاء أيضًا عن أبي هريرة، أخرجه البيهقي. وقال الحافظ في التلخيص (ص ٢١٥) بعد ذكر هذا الحديث: مالك في الموطأ من حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلاً (لأن طلحة تابعي) ورُوي عن مالك موصولاً، ذكره البيهقي وضعفه، وكذا ابن عبد البر في التمهيد، وله طريق أخرى موصولة رواه أحمد والترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ " خير الدعاء دعاء يوم عرفة " الحديث. وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف، ورواه العقيلي في الضعفاء من حديث نافع عن ابن عمر بلفظ " أفضل دعائي ودعاء الأنبياء قبلي عشية عرفة لا إله إلا الله " الحديث. وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف جدًا. قال البخاري: منكر الحديث. ورواه الطبراني في المناسك من حديث علي نحو هذا، وفي إسناده قيس بن الربيع، وأخرجه البيهقي (ج ٥: ص ١١٧) وإسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية (ج ١: ص ٢٤٥) عنه بزيادة " اللهم اجعل في قلبي نورًا " إلخ. وفي إسناده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف وتفرد به عن أخيه عبد الله عن علي. قال البيهقي: ولم يدرك عبد الله عليًّا – انتهى. وأحاديث الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الدعاء المذكور يوم عرفة وأنه خير ما يقال في ذلك اليوم. تنبيه: قال الزرقاني: وقع في تجريد الصحاح لرزين بن معاوية الأندلسي زيادة في أول هذا الحديث وهي: أفضل الأيام يوم عرفة وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير يوم الجمعة وأفضل الدعاء، إلخ. وتعقبه الحافظ فقال: حديث لا أعرف حاله لأنه لم يذكر صحابيه ولا من خرجه بل أدرجه في حديث الموطأ هذا وليست هذه الزيادة في شيء من الموطآت، فإن كان له أصل احتمل أن يراد بالسبعين التحديد أو المبالغة في الكثرة، وعلى كل حال منهما ثبتت المزية – انتهى. وفي الهدي لابن القيم. ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة الجمعة تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من الصحابة والتابعين – انتهى.

٢٦٢٤- قوله (وعن طلحة بن عبيد الله) بضم العين مصغرًا (بن كريز) بفتح الكاف مكبرًا، الخزاعي التابعي المتقدم ذكره آنفًا، فالحديث مرسل (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما رُؤِيَ) بالبناء للمجهول (يومًا) أي في يوم (هو فيه أصغر) الجملة صفة يومًا أي أذل وأحقر، مأخوذ من الصغار بفتح الصاد المهملة وهو الهوان والذل، قاله القاري. وهكذا فسر الزرقاني وصاحب المحلى وغيرهم من الشراح. وقال الباجي: يحتمل وجهين، أن يريد الصغار والخزي

<<  <  ج: ص:  >  >>