للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غبرًا ضاجين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول الملائكة: يا رب! فلان كان يرهق وفلان وفلانة. قال: يقول الله عز وجل: قد غفرت لهم ". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فما من يوم أكثر عتيقًا من النار من يوم عرفة ". رواه في شرح السنة.

ــ

المعجمة وسكون العين المهملة، جمع أشعث وهو المتفرق الشعر (غبرًا) جمع أغبر وهو الذي التصق الغبار بأعضائه، وهما حالان (ضاجين) بتشديد الجيم من ضج إذا رفع صوته أي رافعين أصواتهم بالتلبية. قال القاري: وفي نسخة يعني من المشكاة بتخفيف الحاء المهملة، وفي المشارق: أي أصابهم حر الشمس. وفي القاموس: ضحى برز للشمس وكسعى ورضى أصابته الشمس. وذكر المنذري حديث جابر هذا من رواية ابن حبان بلفظ ضاحين، وقال: وهو بالضاد المعجمة والحاء المهملة أي بارزين للشمس غير مستترين منها، يقال لكل من برز للشمس من غير شيء يظله ويكنه: إنه لضاح (من كل فج عميق) متعلق بأتوا أي من كل طريق بعيد (أشهدكم) أي أظهر لكم (فلان كان يرهق) بتشديد الهاء وفتحه ويخفف أي يتهم بالسوء وينسب إلى غثيان المحارم، ولفظ البيهقي ((فتقول الملائكة: إن فيهم فلانًا مرهقًا)) قال المنذري: المرهق هو الذي يغشي المحارم ويرتكب المفاسد (وفلان وفلانة) أي كذا وكذا يعني عاص وفاسق. وقال القاري: أي كذلك يفعلان المعاصي، وإنما قالوا ذلك تعجبًا منهم بعظم الجريمة واستبعادًا لدخول صاحب مثل هذه الكبيرة في عداد المغفورين. وقال التوربشتي: قول الملائكة هذا على سبيل الاستعلام ليعلموا هل دخل ذلك المرهق في جملتهم أم لا، كأنهم قالوا: إن فيهم فلانًا ومن شأنه كيت وكيت، فماذا صنعت به، أو يكون سؤالهم هذا من طريق التعجب، وفيه من الأدب عدم التصريح بالمعائب وعلى هذا النحو من المعنى يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - في غير هذا الحديث: إن فيهم فلانًا الخطاء. ولا يصح حمله على غير ذلك فإنهم أعلم بالله من أن يسبق عنهم مثل هذا القول على سبيل الإعلام والاعتراض (قد غفرت لهم) أي لهؤلاء أيضًا، وقد غفرت لهم جميعًا وهؤلاء منهم وهم قوم لا يشقى جليسهم، قال الطيبي: فإن الحج يهدم ما كان قبله (فما من يوم) قال الطيبي: جزاء شرط محذوف (أكثر) بالنصب خبر ما بمعنى ليس، وقيل بالرفع على اللغة التميمية (عتيقًا) تمييز (من النار) متعلق بعتيق (من يوم عرفة) متعلق بأكثر (رواه) أي البغوي (في شرح السنة) أي بسنده وأخرجه أيضًا ابن حبان وابن خزيمة في صحيحهما والإسماعيلي في معجمه وأبو يعلى والبزار وابن منيع وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن عساكر وقاسم بن أصبع في مسنده والحاكم والبيهقي وابن أبي الدنيا بألفاظ متقاربة مختصرًا ومطولاً وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٣: ص ٢٥٣) من رواية أبي يعلى والبزار بزيادة فضل عشر ذي الحجة في أوله، وقال: فيه محمد بن مروان العقيلي وثقه ابن معين وابن حبان، وفيه بعض كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح – انتهى. وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر وأنس وعبد الله بن عمرو بن العاص ذكر أحاديثهم المنذري في الترغيب والطبري في القرى وعلي المتقي في الكنز والهيثمي في مجمع الزوائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>