قال:" فإنه قد رأى جبريل يزع الملائكة ". رواه مالك مرسلاً وفي شرح السنة بلفظ المصابيح.
٢٦٢٥ – (١٠) وعن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا كان يوم عرفة إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا
ــ
بدر حتى صار لأجله أسوأ حالاً؟ (قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فإنه) أي الشيطان، وفي الموطأ ((أما إنه)) (قد رأى جبريل) عليه السلام أي يوم بدر (يَزَع) بفتح الياء والزاي المعجمة فعين مهملة، وأصله يوزع من الوزع، أي يصف (الملائكة) للقتال ويمنعهم أن يخرج بعضهم عن بعض في الصف. قال الجزري: وزعه يزعه وزعًا فهو وازع إذا كفه ومنعه، ومنه حديث ((إن إبليس رأى جبريل عليه السلام يوم بدر يزع الملائكة)) أي يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب فكأنه يكفهم عن التفرق والانتشار – انتهى. وقال الطيبي: يزعهم أي يكفهم فيحبس أولهم على آخرهم، ومنه الوازع وهو الذي يتقدم الصف فيصلحه ويقدم في الجيش ويؤخره، ومنه قوله تعالى {فهم يوزعون}(٢٧: ١٧، ٨٣) أي يرتبهم ويسويهم ويكفهم عن الانتشار ويصفهم للحرب – انتهى. وفيه فضل الحج وشهود عرفة، وفضل يوم بدر وسعة فضل الله على المذنبين (رواه مالك) في أواخر الحج عن إبراهيم بن أبي عبلة (من ثقات التابعين) عن طلحة بن عبيد الله ابن كريز (مرسلاً) حديث طلحة هذا ذكره المنذري في الترغيب (ج ٢: ص ٧٣) وقال: رواه مالك والبيهقي من طريقه وغيرهما وهو مرسل، وقال ابن عبد البر في التقصي: وهو مرسل عند جماعة رواة الموطأ. وقال في التمهيد: هكذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك، ورواه أبو النصر إسماعيل بن إبراهيم العجلي عن مالك عن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أبيه، ولم يقل في هذا الحديث ((عن أبيه)) غيره، وليس بشيء - انتهى. قلت: عبيد الله بن كريز هذا لم يذكر في التهذيب ولا في الجرح والتعديل، وإنما ذكره ابن حبان في (ج ٢) من الثقات، وذكره أيضًا البخاري في التاريخ الكبير (ق١/ج٣/ ص ٣٩٧) فقال: عبيد الله بن كريز الخزاعي سمع عبد الله بن معقل، رواه عنه ابنه طلحة في البصريين – انتهى. وهذا كما ترى لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً. وقال الزرقاني: حديث طلحة هذا مرسل، وزعم ابن الحذاء أن الحديث من الغرائب التي لم يوجد لها إسناد ولا نعلم أحدًا أسنده، من قصوره الشديد، فقد وصله الحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء، وقال القاري: رواه الديلمي متصلاً والبيهقي مرسلاً ومتصلاً (وفي شرح السنة) للبغوي (بلفظ المصابيح) المغاير لبعض ما هنا، وقد تقدم التنبيه على ذلك.
٢٦٢٥ – قوله (إلى السماء الدنيا) قال القاري: لعل وجه التخصيص زيادة اطلاع أهلها لأهل الدنيا (فيباهي بهم) أي بالواقفين بعرفة (الملائكة) أي ملائكة سماء الدنيا أو الملائكة المقربين أو جميع الملائكة، قاله القاري (فيقول انظروا) أي نظر اعتبار (إلى عبادي) الإضافة للتشريف (أتوني) قال القاري: أي جاءوا مكان أمري (شُعثًا) بضم الشين