للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقاتل المؤمن وإن كان متعديا عليه بفعله فمكتوب عليه تعديه، والمقتول

ميت بأجله وإن كان ذائق تلك الموتة، فمتى يذوق تلك ويحهم وقد

فارق الحياة وخرج من الدنيا.

أفيذوقها في الآخرة أم يرده إلى الدنيا ليذيقه إياها بغير فعل بشر.

وما الذي يفرق بين القِتْلَتين عندهم، وكلاهما سبب من البشر وإن كانا

مطيعا بأحدهما عاصيا بالآخر، فيما أنا سائلهم فأقول: ما تقولون

فيمن أمرنا الله بقتلهم من المشركين حيث وجدناهم فقتلناهم - وقتلهم

لا محالة عقوبة لكفرهم -، أهم ميتون بآجالهم ويسمون ميتين، أم

مقتولون بغير آجالهم وغير مسمين ميتين.

فإن قالوا: بل هم مقتولون بآجالهم ميتون به.

قيل: فلم لا كان المقتول ظلما ميتا بأجله، وكلاهما مفادت نفسه

بسبب من العبيد، وهب أن المطيع والعاصي مختلفان في الفعل كيف

تختلف المفعول به في وصول الفعل إليه وإفاتة نفسه به.

وإن قالوا: بل مقتولون بغير آجالهم غير ميتين به. لزمتهم الحجة من

جهتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>