عزورة بالعين وانما هى بالحاء المهملة وفيه مدخلان قال الازرقى ويقال له باب حكيم بن حزام وبنى الزبير بن العوّام والغالب عليه باب الحزامية* الثانى باب ابراهيم وكان فيه فى الزمن السابق مدخلان أحدهما كبير وأما اليوم فدخل واحد كبير وذكر أبو عبيدة البكرى أن ابراهيم المنسوب اليه هذا الباب هو خياط كان عنده على ما قيل ونسبه سعد الدين الاسفراينى فى كتاب زبدة الاعمال فقال ابراهيم الاصبهانى وبعضهم ينسبه الى ابراهيم الخليل عليه السلام ولا وجه لخصوصيته دون سائر الابواب والله أعلم قال الازرقى ويقال له باب الخياطين* الثالث باب بنى سهم ويعرف اليوم بباب العمرة وهو مدخل واحد وأما أبوابه فى جداره الشمالى فخمسة* الاوّل باب سدّة الوهوط ويقال له باب عمرو ابن العاص وهو مدخل واحد صغير* الثانى باب دار العجلة وهو مدخل واحد صغير* الثالث باب دار الندوة وهو مدخل واحد* الرابع باب زيادة دار الندوة قال الازرقى وهو باب دار شيبة بن عثمان يسلك منه الى السويقة وفيه مدخلان* الخامس باب الزريبة وهو مدخل واحد صغير كذا ذكره فى البحر العميق*
[(ذكر عدد الاساطين التى فى المسجد الحرام)]
* فى البحر العميق الاساطين التى حول المسجد الحرام غير ما فى الزيادتين أربعمائة اسطوانة وتسع وستون اسطوانة بتقديم التاء على السين وهى مصفوفة فى كل جانب من جوانبه الاربع ثلاثة صفوف وأما عدد أساطين زيادة باب ابراهيم فسبع وعشرون اسطوانة وأما عدد أساطين زيادة باب دار الندوة فست وستون اسطوانة وأما الاساطين التى حول المطاف لتعليق القناديل فثلاث وثلاثون اسطوانة منها اسطوانتان من حجارة وهما اللتان تليان مقام ابراهيم من جانبيه والبواقى وهى احدى وثلاثون اسطوانة من صفر والله أعلم*
[عدد منائر المسجد الحرام]
وأما منائر المسجد الحرام فست أربع منها فى زواياه الاربع وواحدة فى زيادة باب دار الندوة وواحدة فى مدرسة قايتباى المتصلة بجدار المسجد*
[فضيلة مكة]
وأما الفضيلة فاعلم أن العلماء اختلفوا فى أن مكة حرسها الله تعالى أفضل أم المدينة فعند أبى حنيفة والشافعى رحمهما الله أن مكة أفضل من المدينة سوى موضع قبر النبىّ صلّى الله عليه وسلم وقال مالك المدينة أفضل من مكة وأما المجاورة بمكة فقد اختلف علماء الدين فى ذلك فذهب أبو حنيفة وبعض أصحاب الشافعى من المحتاطين فى دين الله من أرباب القلوب الى أن المقام بها مكروه لقوله عليه السلام من فرغ من حجه فليعجل الرجوع الى أهله فانه أعظم لاجره ولان كثرة المشاهدة توجب التبرّم وتقلل الحرمة من حيث العادة ولهذا قال صلّى الله عليه وسلم لابى هريرة يا أبا هريرة زرغبا تزدد حبا وقال عمر رضى الله عنه لما فرغ من نسك الحج يا أهل اليمن يمنكم ويا أهل الشام شامكم ويا أهل العراق عراقكم* وقد روى أن عمر رضى الله عنه همّ أن يمنع الناس عن كثرة الطواف وقال خشيت أن يأنس الناس هذا البيت فتزول هيبته من صدورهم وقال ابن عباس رضى الله عنه حين اختار المقام من مكة الى الطائف وحواليه لأن أذنب خمسين وفى ربيع الابرار سبعين ذنبا بركبة أحب الىّ من أن أذنب ذنبا واحدا بمكة والركبة موضع بين مكة والطائف بقرب الطائف كثير العشب والماء* وقال ابن مسعود رضى الله عنه ما من بلد يؤاخذ العبد فيه بالهمة قبل العمل الا مكة وتلاهذه الآية والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم أى ومن يرد الميل عن الحق بمجرّد النية والارادة والالحاد الميل والباء فيه زائدة كما فى قوله تعالى تنبت بالدهن وقال ان السيئات تتضاعف كما تتضاعف الحسنات فيه لان الباء للمصاحبة وليست بزائدة* وقال أبو يوسف ومحمد وجماعة من أصحاب الشافعى وغيرهم من العلماء انه يجوز ذلك من غير كراهة لقوله تعالى وطهر بيتى للطائفين والقائمين مطلقا ولقوله صلّى الله عليه وسلم مكة والمدينة ينفيان الذنوب كما ينفى الكير خبث