شجاع ومولده فى سنة خمس ومائتين وقيل سبع* صفته* كان المتوكل أسمر اللون مليح العينين نحيف الجسم خفيف العارضين الى القصر أقرب وكان له جمة الى شحمة أذنيه كعمه وأبيه بويع بالخلافة بعد موت أخيه الواثق فى ذى الحجة من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ولما استخلف أظهر السنة وتكلم بها فى مجلسه وكتب الى الافاق برفع المحنة واظهار السنة ونصر أهلها وأمر بنشر الاثار النبوية* قال على بن الجهم وكان المتوكل فيه الخصال الحسنة الا أنه كان ناصبيا يكره عليا وكان ابراهيم بن محمد التيمى قاضى البصرة يقول الخلفاء ثلاثة أبو بكر الصدّيق يوم الردّة وعمر بن عبد العزيز فى ردّ مظالم بنى أمية والمتوكل فى محو البدع يعنى القول بخلق القرآن ويقال انّ المتوكل سلم عليه بالخلافة ثمانية كل واحد منهم أبوه خليفة منصور بن المهدى عم أبيه والعباس بن الهادى عم أبيه وأبو أحمد بن الرشيد عمه وعبد الله بن الامين بن عمه وموسى بن المأمون ابن عمه أيضا وأحمد بن المعتصم أخوه ومحمد بن الواثق بن أخيه وابنه المنتصر محمد بن المتوكل وهذا شئ لم يقع لخليفة قبله* قال الزبير كنت حاضرا بيعته فبايع لاولاده بالعهد محمد المنتصر والمعتز والمؤيد ولم يدخل فى العهد أحمد المعتمد ولا أبا أحمد الموفق فصار الامر الى ولد الموفق الى اليوم كذا فى سيرة مغلطاى* وفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين كانت الزلزلة العظيمة بدمشق فدامت ثلاث ساعات وسقطت الجدران وهرب الخلق الى المصلى يجأرون الى الله ومات خلق تحت الهدم وامتدّت الزلزلة الى أنطاكية فقيل هلك بها عشرون ألفا تحت الردم وزلزلت الموصل فيقال هلك بها خمسون ألف آدمى*
[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة المتوكل على الله]
وفى سنة أربع وثلاثين ومائتين مات الحافظ العالم البحر الزخار على بن عبد الله بن المدينى السعدى أبو الحسن الذى يقول فيه البخارى رحمه الله ما استصغرت نفسى قدّام أحد سواه وقال فيه شيخه عبد الرحمن بن مهدى على بن المدينى أعلم الناس بالحديث مات فى ذى القعدة وله ثلاث وسبعون سنة* وفى سنة خمس وثلاثين ومائتين ألزم المتوكل نصارى بلاده بلبس العسلى وخصوابه* وفى سيرة مغلطاى وأمر أهل الذمّة بلبس العسلى والزنانير وركوب السروج بالركب الخشب وأن لا يعتموا وغير زىّ نسائهم بالازر العسلية وان دخلن الحمام كان معهنّ جلاجل وأمر بهدم بيعتهم المحدثة وأن يجعل على أبوابهم صور شياطين خشب وأن لا يستعان بهم فى شئ من الدواوين* وفيها مات ابراهيم الموصلى النديم الاخبارى صاحب الموسيقا وفيها مات شيخ المعتزلة أبو الهذيل العلاف* وفى سنة سبع وثلاثين ومائتين مات زاهد وقته حاتم الاصم وكان يقال له لقمان هذه الامّة* وفى سنة ثمان وثلاثين ومائتين توفى عالم خراسان اسحاق بن راهويه الحنظلى صاحب التصانيف عن سبع وسبعين سنة* قال أحمد ابن حنبل لا أعلم له بالعراق نظيرا وما عبر الجسر مثله* وقال محمد بن أسلم ما أعلم أحدا كان أخشى لله من اسحاق* وقال أبو زرعة مارىء أحد أحفظ من اسحاق ومات ببغداد بشر بن الوليد الكندى القاضى الفقيه صاحب أبى يوسف وله سبع وتسعون سنة ومات بنيسابور الحسين بن منصور الحافظ وقد دعى الى قضاء نيسابور فاختفى ودعا الله فمات فى اليوم الثالث وفيها مات الامير عبد الرحمن بن الحكم الاموى صاحب الاندلس وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة وكان محمود الامرة* وفى سنة احدى وأربعين ومائتين مات ببغداد شيخ الامّة وعالم زمانه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى المروزى ثم البغدادى الحافظ الامام فى يوم الجمعة غدوة ثانى عشر ربيع الاوّل وله سبع وسبعون سنة وكان مولده سنة أربع وستين ومائة وضريحه يزار ببغداد وكان شيخا أسمر مديد القامة يخضب بالحناء* وفى سنة ثلاث وأربعين ومائة توفى شيخ مصر حرملة بن يحيى التجيبى الحافظ الفقيه مصنف المختصر والمبسوط وهناد بن السرى الكوفى الحافظ القدوة* وفى سنة خمس وأربعين ومائتين مات مقرئ العراق أبو عمرو الدورى حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان ببغداد وشاعر عصره دعبل بن على الخزاعى