الاضحى* وقال الهيثم بن عدى عاش ستا وأربعين سنة* وقال المداينى عاش خمسا وثلاثين سنة* وقال الذهبى عاش ستا وثلاثين سنة ودفن بباب الجابية الصغير ويقال انه مات بالطاعون وصلى عليه أخوه ابراهيم*
[(ذكر خلافة ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الاموى)]
* أمير المؤمنين أبى اسحاق الدمشقى لقب بالمعتز بالله أمّه أمّ ولد لما احتضر يزيد الناقص عهد بالامر الى أخيه ابراهيم فبويع بالخلافة بعد موت أخيه يزيد الناقص ولم يتم أمره ولا اطاعه أحد فلما سمع بذلك مروان الحمار نائب أذربيجان وتلك النواحى وصاحب الفتوحات سار فى جيشه ودعا الى نفسه وقدم الشام فجهز ابراهيم لحربه أخويه بشرا ومسرورا فالتقى الجمعان فانتصر مروان وزحف فنزل على مرج عذراء فبرز لحربه سليمان بن هشام بن عبد الملك فانكسر سليمان فبرز ابراهيم الخليفة وعسكر بظاهر دمشق وأنفق الخزائن واختلف عليه جنده وهزم ابراهيم وتوجه الى الجزيرة فمات بها فى سنة سبع وعشرين ومائة فكانت خلافته شهرين وعشرة أيام* قال الذهبى فخذله جنده وخامروا فاختفى ابراهيم وفى سيرة مغلطاى فمكث ابراهيم فى الخلافة أربعة أشهر ثم خلع وقتله مروان بن محمد وكان فى أيامه عجائب من الهرج واللغط وسقوط الهيبة واختلاف الكلمة*
[(ذكر خلافة مروان الحمار بن محمد بن مروان ابن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس أبى عبد الملك الاموى الدمشقى القرشى)]
* أمير المؤمنين ولقبه القائم بحق الله أمّه أمّ ولد كردية وكان مولده بالجزيرة وكان أبوه متوليها من قبل ابن عمه عبد الملك بن مروان فى سنة اثنتين وسبعين* صفته* كان أبيض ربعة أشهل ضخما كث اللحية مهيبا بطلا شجاعا بويع بالخلافة بعد ابن عمه ابراهيم بحكم خلعه ومروان هذا آخر خلفاء بنى أمية* وفى دول الاسلام بايعه الناس واستوثق له الامر وظهر ابراهيم فدخل على مروان ونزل له عن الخلافة وقتل فى هذا الفتنة يوسف بن عمر الثقفى الذى كان نائب العراق ذبح فى السجن بدمشق وقتل عبد العزيز ابن الحجاج بن عبد الملك بن مروان والحكم وعثمان أخو الخليفة ابراهيم وكان مروان هذا يعرف بالحمار لشجاعته يقال فلان أصبر من حمار فى الحرب فانه كان لا يفتر عن محاربة الخارجين عليه وكان أشجع بنى أمية كان يصل السير بالسير ويصبر على مكاره الحروب وقيل سمى بالحمار لان العرب تسمى كل مائة سنة حمارا فلما قارب ملك بنى أمية مائة سنة لقبوا مروان هذا بالحمار وأخذوا ذلك من قوله تعالى وانظر الى حمارك الاية وكان مروان هذا يعرف بالجعدى أيضا نسبة الى مؤدّبه وأستاذه جعد ابن درهم وكان زنديقا وقيل بل قيل له ذلك ذما وعيبا ويقال كانت أمّه من بنى جعدة وقد ولى مروان المذكور ولايات جليلة قبل ان يلى الخلافة وافتتح فتوحات كثيرة وكان مشهورا بالفروسية والشجاعة ولم ينتج أمره مع بنى العباس وانهزم من عبد الله بن على أقبح هزيمة بعد خطوب وحروب توالت بينهم أشهرا بل سنين لما ظهر أبو مسلم عبد الرحمن الخراسانى بدعوة بنى العباس ووقع الحرب بينهم بخراسان وقتل ابراهيم بن عبد الملك بالزاب كذا فى سيرة مغلطاى*
[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة مروان الحمار]
وفى سنة سبع وعشرين ومائة مات محدث المدينة عبد الله بن دينار مولى ابن عمر وزاهد البصرة مالك بن دينار واسمعيل بن عبد الرحمن السدى المفسر* وفى سنة ثمان وعشرين ومائة توفى عاصم بن أبى النجود الكوفى المقرى أحد السبعة* وفى سنة تسع وعشرين ومائة فى رمضان كان ظهور أبى مسلم الخراسانى صاحب الدعوة بمرو واستولى عليها وفيها مات محملين المنكدر التيمى المدنى* وفى سنة احدى وثلاثين ومائة استفحل أمر ابى مسلم الخراسانى واستولى على بلاد خراسان وهزم الجيوش وأقبلت سعادة بنى العباس وولت الدنيا عن بنى أمية* وفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة قامت الدولة العباسية وسار عبد الله بن على فالتقى هو ومران الحمار بأرض الموصل فى جمادى الاخرة فانكسر مروان وقال خليفة بن حياط وسار مروان لحرب بنى