بكر السهمى والفضل بن الربيع بن يونس صاحب الرشيد وهو الذى قام بخلافة الامين ثم اختفى مدّة* وفى سنة عشر ومائتين مات أبو عمر والشيبانى اسحاق بن بزار الكوفى اللغوى صاحب التصانيف والعلامة أبو عبيدة معمر المثنى التيمى البصرى صاحب المصنفات الادبية* وفى سنة احدى عشرة ومائتين أظهر المأمون التشيع وأمر أن يقال خير الخلق بعد النبىّ صلى الله عليه وسلم علىّ رضى الله عنه وأمر بالنداء ان برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير* وفى سنة ست عشرة ومائتين توفى الاصمعى واسمه عبد الملك بن قريب الباهلى البصرى العلامة اللغوى وله ثمان وثمانون سنة وعاش المأمون ثمانيا وأربعين سنة وكانت وفاته فى ثانى عشر رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وكانت خلافته احدى وعشرين سنة الا ستة أشهر* وفى سيرة مغلطاى اثنتين وعشرين سنة* وفى دول الاسلام نيفا وأربعين سنة وتوفى بالبد نرون من طرسوس ليلة الخميس لاحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين كذا فى سيرة مغلطاى وتخلف بعده أخوه المعتصم بن الرشيد هارون*
[(ذكر خلافة المعتصم محمد بن الرشيد هارون بن المهدى محمد بن أبى جعفر المنصور)]
* أمير المؤمنين أبى اسحاق الهاشمى العباسى وأمه أم ولد اسمها ماردة* صفته* كان أبيض اللون أصهب اللحية طويلها ربع القامة مشرب اللون ذا شجاعة وقوّة وهمة عالية الا انه كان عاريا عن العلم أميا* روى الصولى عن محمد بن سعد عن ابراهيم بن محمد الهاشمى قال كان مع المعتصم غلام فى الكتاب يتعلم معه فمات الغلام فقال الرشيد يا محمد مات غلامك قال نعم يا سيدى استراح قال وانّ الكتاب ليبلغ مثل هذا دعوه لا تعلموه قال فكان يكتب ويقرأ قراءة ضعيفة* ومع هذا حكى أبو الفضل الرياشى قال كتب ملك الروم الى المعتصم يهدّده فأمر بجوابه فكتبوه ولما قرئ عليه الجواب لم يرضه المعتصم وقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك والجواب مترى لا ما تسمع وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار بويع بالخلافة بعد أخيه المأمون بعهد منه اليه لما احتضر فى رابع شهر من شهر رجب سنة ثمانى عشرة ومائتين وكان أبوه قد أخرجه من الخلافة وعهد الى الامين والمأمون والمؤتمن فساق الله اليه الخلافة وجعل الخلفاء الى اليوم من ولده ولم يكن من نسل أولئك خليفة كذا فى سيرة مغلطاى وكان المعتصم يلقب بالثمانى فانه ثامن خلفاء بنى العباس وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وزاد بعضهم وثمانية أيام وافتتح ثمان حصون وقيل انه ولد فى شعبان وهو الثامن من شهور السنة وكان نقش خاتمه الحمد لله وهى ثمانى حروف وبويع بالخلافة سنة ثمانى عشرة ومولده سنة ثمانين ومائة وقهر ثمانية أعداء ووقف ببابه ثمان ملوك وخلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار ومن الدراهم مثلها وخلف من الجمال والبغال ثمانية آلاف ومن الجوارى مثلها وبنى ثمانى حصون* وفى سيرة مغلطاى كان مكملا من اثنتى عشرة جهة وفى أيامه أمطرت أهل تيماء بردا كل بردة وزن رطل وقتلت خلقا كثيرا وسمع قائلا يقول ارحم عبادك ارحم عبادك ورأوا أثر قدم طوله ذراع ونصف فى عرض شبرين غير الاصابع وبين كل خطوة وخطوة ستة أذرع فتبعوه فجعلوا يسمعونه ولا يرون شخصه* وفى سنة عشرين ومائة أمر المعتصم بانشاء مدينة سميت سرّ من رأى وهى سامرا وفيها مات قارئ المدينة ونحويها قالون واسمه عيسى بن منيا والشريف محمد الجواد ولد على بن موسى الرضا وله خمس وعشرون سنة وكان زوج بنت المأمون وكان يصله منه فى السنة خمسون ألف دينار* وفى سنة احدى وعشرين ومائتين مات محدّث مرو عبدان واسمه عبد الله بن عثمان المروزى والامام الربانى عبد الله بن مسلم العقبى بمكة فى المحرم وكان مجاب الدعوة ثقة من الابدال* وفى سنة أربع وعشرين ومائتين توفى الامير ابراهيم ابن المهدى العباسى وكان لسواده وسمنه يقال له التنين وكان فصيحا شاعرا بديع الغناء ولى نيابة دمشق