للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أمر به فقذف فى البحر* هذا خديث وهب بن منبه وقال الحسن ما كان الله ليسلط الشياطين على نساء الانبياء* وفى أنوار التنزيل نفذ حكمه فى كل شىء الا فيه وفى نسائه* وفى كتاب أبى المعين النسفى وما يروى أن سليمان زال ملكه أربعين يوما وان الشياطين تواصلوا الى نسائه وجواريه فتولد الاكراد الذين يسكنون الجبال فلما عاد اليه ملكه عزلهم عن نفسه قلنا غير صحيح والصحيح انه ماتوا صلوا الى نسائه وجواريه انتهى وكان سليمان يدور على البيوت ويتكفف الى آخر ما ذكر* قال السدّى كان سبب فتنة سليمان انه كانت له امرأة منهنّ يقال لها جرادة هى أبر نسائه وآمنهنّ عنده وكان يأتمنها على خاتمه اذا أتى الى حاجته فقالت له يوما ان أخى بينه وبين فلان خصومة وانا احب ان تقضى له اذا جاءك فقال نعم فلما تحاكما عنده أحب أن يكون الحق لاهل جرادة فابتلى بقوله فأعطاها خاتمه ودخل المخرج فجاء الشيطان فى صورته فأخذه وجلس على مجلس سليمان وخرج سليمان فسألها خاتمه قالت ألم تأخذه قال لا فخرج مكانه ومكث الشيطان يحكم بين الناس اربعين يوما فأنكر الناس حكمه فاجتمع قراء بنى اسرائيل وعلماؤهم حتى دخلوا على نسائه فقالوا انا قد انكرنا هذا فان كان سليمان فقد ذهب عقله فبكى النساء عند ذلك فأقبلوا حتى أحدقوا به ونشروا التوراة فقرؤها فطار من بين ايديهم حتى وقع على شرفة والخاتم معه ثم طار حتى ذهب الى البحر فوقع الخاتم منه فى البحر فابتلعه حوت واقبل سليمان حتى انتهى الى صياد فى البحر وهو جائع فاشتدّ جوعه فاستطعمه من صيده وقال انا سليمان فقام اليه بعضهم بعصا فضربه فشجه فجعل يغسل دمه على شاطئ البحر فلام الصيادون صاحبهم الذى ضربه وأعطوه سمكتين مما قد مذر عندهم فشق بطنهما وجعل يغسلهما فوجد خاتمه فى بطن احداهما فلبسه فردّ الله عليه ملكه وبهاءه وحامت عليه الطير فعرف القوم انه سليمان فقاموا يعتذرون اليه مما صنعوا فقال ما احمدكم على عذركم ولا الومكم على ما كان منكم هذا امر كان لا بدّ منه ثم جاء حتى اتى ملكه وامر فأتى بالشيطان الذى اخذ خاتمه وجعله فى صندوق من حديد واطبق عليه واقفل عليه بقفل وختم عليه بخاتمه وامر به فألقى فى البحر فهو حىّ كذلك حتى تقوم الساعة* وفى بعض الروايات ان سليمان عليه السلام لما افتتن سقط الخاتم من يده وكان فيه ملكه فأخذه سليمان ليجعله فى يده فسقط فأيقن سليمان بالفتنة فبينما هو كذلك مفكر اذ دخل آصف فذكر له قصته فقال له آصف انك مفتون بذنبك والخاتم لا يتماسك فى يدك أربعين يوما ففرّ الى الله تائبا فانى اقوم مقامك وأسير بسيرتك الى ان يتوب الله عليك ففرّ سليمان هاربا الى ربه واخذ آصف الخاتم فوضعه فى اصبعه فثبت فأقام آصف فى ملكه يسير بسيرته اربعين يوما الى أن ردّ الله على سليمان ملكه فجلس على كرسيه واعاد الخاتم فى يده فثبت* وفى انوار التنزيل خطيئة سليمان تغافله عن حال اهله لان اتخاذ التماثيل كان جائزا حينئذ وسجود الصورة بغير علمه لا يضرّه* وفى المدارك اما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن فى بيت سليمان فمن اباطيل اليهود*

[وفاة سليمان]

وروى ان داود ملك اربعين سنة وأسس بناء بيت المقدس فى موضع فسطاط موسى عليه السلام فمات يوم السبت أواخر سنة وأسس بناء بيت المقدس فى موضع فسطاط موسى عليه السلام فمات يوم السبت أواخر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة لوفاة موسى قبل تمام بيت المقدس فوصى به سليمان فاستعمل الجنّ فى عمارته فلم يتم بعد اذ علم بدنوّ أجله* وفى معالم التنزيل كان لا يصبح سليمان يوما الا نبتت فى محرابه ببيت المقدس شجرة فسألها ما اسمك فتقول اسمى كذا فيقول لاىّ شىء انت فتقول لكذا وكذا فيأمر بها فتقطع فان كانت نبتت لغرس غرسها وان كانت لدواء كتبت حتى نبتت الخرّوبة فقال لها ما انت قالت الخروبة قال لاى شىء نبت قالت لخراب مسجدك قال سليمان ما كان الله ليخربه وانا حىّ انت الذى على منبتك هلاكى وخراب بيت المقدس فنزعها وغرسها فى حائط له فأرادان يعمى

<<  <  ج: ص:  >  >>