الا شهرا كذا فى الكامل* وفى سنة ست وأربعين وثلثمائة قال ابن الجوزى كان بالرّى زلزلة عظيمة وخسف ببلد الطالقان ولم يفلت من أهلها الا نحو ثلاثين وخسف بخمسين ومائة قرية قال وعلقت قرية بين السماء والارض نصف يوم ثم خسف بها هكذا ذكره فى المنتظم* وزاد بعضهم ورد بذلك محاضر شرعية وقال وصارت كلها نارا وانقطعت الارض وخرج منها دخان عظيم وقذفت الارض جميع ما فى بطنها حتى عظام الموتى من القبور* وفى الكامل ودامت الزلزلة نحو أربعين يوما تسكن وتعود فهدمت الابنية وغارت المياه وهلك تحت الهدم من الامم كثير وكذلك كانت ببلاد الجبال وقم ونواحيها زلازل كثيرة متتابعة وفيها نقص البحر ثمانين ذراعا فظهر فيه جزائر وجبال لم تعرف قبل ذلك* وفى سنة سبع وأربعين وثلثمائة مات عبد الله بن جعفر بن درستويه أبو محمد الفارسى النحوى فى صفر وكان مولده سنة ثمان وخمسين ومائتين أخذ النحو عن المبرّد* وفى سنة تسع وأربعين وثلثمائة أسلم من الترك مائتا ألف وحضروا الى دار الاسلام بأهليهم وأموالهم وفيها انصرف حجاج مصر من الحج فنزلوا واديا وباتوا فيه فأتاهم السيل ليلا فأخذهم جميعهم مع أثقالهم وأحمالهم فألقاهم فى البحر* وفى سنة احدى وخمسين وثلثمائة توفى أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش المقرى صاحب كتاب شفاء الصدور فى التفسير ذكرهما فى الكامل* وفى سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة أرسل بطارقة الارمن الى ناصر الدولة ابن حمدان رجلين ملتصقين من تحت ابطيهما ولهما بطنان وسرتان وفرجان ومقعدان وكل منهما كامل الاطراف فأراد ناصر الدولة افصالهما فأحضر الاطباء فسألوهما هل تجوعان جميعا وتعطشان معا قالا نعم فقال الاطباء متى فصلناهما ماتا* وفى سنة أربع وخمسين وثلثمائة مات شاعر العصر أبو الطيب المتنبى وله احدى وخمسون سنة وعالم وقته أبو حاتم محمد بن حبان التميمى النسائى الحافظ صاحب التصانيف وقد قارب ثمانين سنة* وفى سنة خمس وخمسين وثلثمائة انخسف القمر جميعه ليلة السبت ثالث عشر شعبان وغاب منخسفا كذا فى الكامل* وفى سنة سبع وخمسين وثلثمائة توفى المتقى لله بن المقتدر الذى كان خليفة وخلعوه مات فى السجن* وفى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة ليلة الخميس رابع عشر رجب انخسف القمر جميعه وغاب منخسفا وفيها قدم جوهر القائد غلام المعز لدين الله صاحب القيروان مصر فأقام الدعوة بها للمعز لدين الله وبايعه الناس وانقطعت الخطبة بمصر عن بنى العباس وشرع جوهر القائد فى بناء القاهرة لاسكان الجند بها ثم دخل المعز لدين الله مصر لثمان مضين من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلثمائة وهو أوّل الخلفاء الفاطمية بمصر كذا فى حياة الحيوان* وفى سنة ستين وثلثمائة انفلج المطيع لله أمير المؤمنين وثقل لسانه وفيها توفى مسند الدنيا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبرانى بأصبهان وله مائة سنة وشهران* وفى سنة احدى وستين فى صفر انقض كوكب عظيم له نور وسمع له عند انقضاضه صوت كالرعد وبقى ضوءه كذا فى الكامل* واستمرّ المطيع لله فى الخلافة الى سنة ثلاث وستين وثلثمائة ففيها ظهر ما كان يستره من مرضه وتعذرت الحركة وثقل لسانه من الفالج الذى اعتراه فدخل عليه الصاحب عز الدولة سبكتكين ودعاه الى خلع نفسه من الخلافة وتسليم الامر الى ابنه الطائع ففعل ذلك وعقد للطائع يوم الاربعاء ثالث عشر ذى الحجة من سنة ثلاث وستين وثلثمائة فكانت مدّة خلافة المطيع تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وعشرين يوما وصار المطيع بعد أن خلع من الخلافة يسمى الشيخ الفاضل وصار فى خلافة ولده مكرما الى ان مات بعد أشهر* وفى سيرة مغلطاى توفى يوم الاثنين لثمان بقين من المحرم سنة أربع وستين وثلثمائة*
[(خلافة الطائع لله أبى بكر عبد الكريم بن المطيع الفضل بن المقتدر الهاشمى العباسى)]
* أمير المؤمنين وهو السادس فخلع أمّه أمّ ولد تسمى غيب* صفته* كان مربوع القامة