للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبية وقتل كسرى النعمان بن المنذر وتوفى أبو لهب وولد المسور بن مخرمة كذا فى سيرة مغلطاى

[بعت زيد بن حارثة الى مكة]

وفى هذه السنة بعث رسول الله زيد بن حارثة وأبا رافع وأعطاهما خمسمائة درهم وبعيرين فقد ما عليه بفاطمة وأمّ كلثوم بنتيه وسودة زوجته وأمّ أيمن زوج زيد بن حارثة واسامة بن زيد وخرج عبد الله بن ابى بكر معهم بعيال ابى بكر وهم عائشة وامّها امّ رومان واختها اسماء زوج الزبير وهى حامل بعبد الله ابن الزبير فولدته بقباء قبل نزولهم المدينة فكان اوّل مولود ولد من المهاجرين بالمدينة كما سيجىء وقال رزين ان ابا بكر ارسل عبد الله بن اريقط مع زيد بن حارثة ليأتيه بعائشة وامّ رومان أمّها وعبد الرحمن وقال بعضهم ووجدوا طلحة بن عبيد الله على خروج فخرج معهم فقدموا كلهم فلما قدموا المدينة انزلهم فى بيت حارثة بن النعمان*

[ولادة النعمان بن بشير وعبد الله بن الزبير]

وفى هذه السنة ولد النعمان بن بشير وهو اوّل مولود ولد فى الاسلام من الانصار وفى هذه السنة ولد عبد الله بن الزبير* وفى الوفاء جاءت امّه اسماء بنت ابى بكر بعد الهجرة فنفست به بقباء فى شوّال فى السنة الاولى من الهجرة* وقال الذهيى تبعا للواقدى انه ولد فى شوّال سنة اثنتين كذا اورد فى المواهب اللدنية وتاريخ اليافعى* وفى اسد الغابة ولد عبد الله بن الزبير بالمدينة على رأس عشرين شهرا من الهجرة وقيل فى السنة الاولى وسيجىء قتله فى الخاتمة* وقال الحافظ ابن حجر المعتمد انه ولد فى السنة الاولى للحديث المتفق عليه* وفى بعض الكتب ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا وهو أوّل مولود ولد للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة أذن أبو بكر فى أذنه وكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وكانوا قد تحدّثوا فيما بينهم بأنّ اليهود قد سحرتهم وقيل انّ اليهود قالت انا سحرناهم فلا يولد لهم مولود فكذبهم الله ففرح المسلمون بولادته وكان تكبيرهم حين الولادة للفرح* وفى الرياض النضرة ان أسماء لما هاجرت الى المدينة كانت حبلى به فنزلت بقباء فولدته هناك ثم خرجت حتى أتت به النبىّ صلّى الله عليه وسلم وهو جالس فوضعته فى حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل فى فيه ثم حنكه بها ودعا له بالبركة وكان أوّل ما دخل فى جوفه ريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم كذا فى المشكاة* وعن عائشة أنّ أمّه أسماء لما ولدته أتت به رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليحنكه فأخذه رسول الله صلّى الله عليه وسلم منها فوضعه فى حجره قالت عائشة فمكثنا ساعة نلتمسها يعنى تمرة قبل أن نجدها فمضغها ثم بصقها فى فيه فأوّل شىء دخل بطنه ريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم قالت أسماء ثم مسحه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وسماه عبد الله ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا ثم بايعه أخرجه البخارى كذا فى الرياض النضرة* وفى حياة الحيوان روى السهيلى انه لما ولد عبد الله بن الزبير نظر اليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال هو هو فلما سمعت بذلك أسماء أمسكت عن ارضاعه فقال لها النبىّ صلّى الله عليه وسلم أرضعيه ولو بماء عينيك كبش بين الذئاب ذئاب عليها ثياب ليمنعن البيت أو ليقتلن دونه* وذكر الدار قطنى وغيره أعطى النبىّ صلّى الله عليه وسلم ابن الزبير وهو غلام دم محاجمه ليدفنه فشربه فقال له النبىّ صلّى الله عليه وسلم من خالط دمه دمى لم تمسه النار ويل لك من الناس وويل للناس منك* أورده فى النجم الوهاج والقاضى عياض فى الشفاء* وفى المواهب اللدنية عن ابن الزبير قال احتجم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال اذهب فغيبه فذهبت به فشربته فأتيته فقال ما صنعت قلت غيبته قال لعلك شربته قلت نعم قال ويل لك من الناس وويل للناس منك وفيه دلالة على طهارة بوله ودمه صلّى الله عليه وسلم* وفى الرياض النضرة لا تمسك النار الاقسم اليمين وكان أطلس عديم اللحية ولا شعر فى وجهه وكان صوّاما قوّاما طويل الصلاة وصولا للرحم عظيم المجاهدة والشجاعة ومن مجاهدته المنقولة انه كان يحيى الدهر أجمع ليلة قائما

<<  <  ج: ص:  >  >>