فقتله واستولى على خراسان وفيها مات نائب مصر قرّة بن شريك القيسى وكان ظالما جبارا بنى جامع مصر وزخرفه فقيل كان اذا انصرف منه الصناع دخل ودعا بالخمر والملاهى ويقول لهم النهار ولنا الليل وعزم جماعة من الكبار على قتله فعرف بهم وأبادهم*
[ذكر وفاة الوليد]
(ذكر وفاته ومدفنه) توفى يوم السبت منتصف جمادى الاخرة سنة ست وتسعين بدير مروان وحمل على أعناق الرجال ودفن بدمشق فى مقابر الباب الصغير وتولى دفنه عمر بن عبد العزيز كذا فى حياة الحيوان وعمره ست وأربعون سنة وأشهر وقيل ثمان وأربعون سنة وأشهر وفى دول الاسلام خمسون سنة وكانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر وقيل وتسعة أشهر وفى دول الاسلام عشر سنين وكان نقش خاتمه يا وليد انك ميت ومحاسب وتخلف بعده أخوه سليمان بن عبد الملك* (ذكر أولاده وأمرائه وقضاته وكتابه وحجابه) * كان له من الولد أربعة عشر ذكرا سوى البنات* وفى دول الاسلام خلف أربعة عشر ولدا انتهى منهم يزيد وابراهيم وليا الخلافة ومنهم العباس فارس بنى مروان وعمر فحلهم كان يركب فى ستين من صلبه وعمرو وعبد العزيز وبشر وكان أميره على مصر قرّة بن شريك*
[(ذكر خلافة سليمان أبى أيوب بن عبد الملك بن مروان)]
* أمه ولادة أم أخيه المقدّم ذكره* صفته* كان طويلا جميلا أبيض فصيحا لسنا بليغا وكان مولده فى سنة ستين* وفى دول الاسلام كان كبير الوجه مليحا مقرون الحواجب أبيض مقصوص الشعر أديبا معجبا بنفسه متوقفا عند الدماء بويع بالخلافة يوم موت أخيه الوليد يوم السبت منتصف جمادى الاخرة سنة ست وتسعين وكان أبوهما عقد لهما بالامر من بعده وكان سليمان بالرملة فلما جاءته الخلافة عزم على الاقامة بها ثم توجه الى دمشق وكمل عمارة الجامع الاموى كما تقدّم وكان محبا للغزو جهز أخاه مسلمة بن عبد الملك فى سنة سبع وتسعين الى غزو الروم فانتهى الى قسطنطينية كذا فى حياة الحيوان* وفى رواية حتى صالحهم على بناء جامع وكان شديد الغيرة وهو الذى خصى المخنثين بالمدينة وكان نكاحا وكان كثير الاكل حج مرّة فنزل بالطائف فأكل سبعين رمانة ثم جاؤه بخروف مشوى وست دجاجات فأكلها ثم جاؤه بزبيب فأكل منه شيئا كثيرا ثم نعس فانتبه فى الحال فأتاه الطباخ فأخبره بأن الطعام قد استوى فقال اعرضه علىّ قدرا قدرا فصار سليمان يأكل من كل قدر اللقمة واللقمتين واللحمة واللحمتين وكانت ثمانين قدرا ثم مدّ السماط فأكل على عادته كأنه لم يأكل شيئا* قيل أفاد بعض الحكماء انّ الرجل لا يأكل اكثر من ستين لقمة من جوعه الى شبعه فما يكون شأن هذا الرجل وأمثاله من الاكلة* وفى المختصر الجامع وحياة الحيوان من ترجمة ابن خلكان انّ سليمان كان يأكل كل يوم مائة رطل شامى وكان به عرج ولما ولى ردّ الصلاة الى ميقاتها الاوّل وكان من قبله من الخلفاء من بنى أمية يؤخرونها الى آخر وقتها ولذلك قال محمد بن سيرين رحم الله سليمان افتتح خلافته بخير وختمها بخير افتتحها باقامة الصلاة لمواقيتها الاولى وختمها باستخلاف عمر ابن عبد العزيز وبنى دار السلطنة وعملها قبة صفراء عالية بدمشق* ومما يحكى من محاسنه انّ رجلا دخل عليه فقال يا أمير المؤمنين انشدتك الله والاذان فقال له سليمان أما انشدتك الله فقد عرفناه فما الاذان قال قوله تعالى فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين فقال له سليمان وما ظلامتك فقال ضيعتى فلانة غلبنى عليها عاملك فلان فنزل سليمان عن سريره ورفع البساط ووضع خدّه بالارض قال والله لا رفعت خدّى من الارض حتى يكتب له بردّ ضيعته فكتب الكتاب وهو واضع خدّه لما سمع كلام ربه الذى خلقه وخوّله نعمه خشى على نفسه من لعن الله وطرده رحمه الله* قيل انه أطلق من سجن الحجاج ثلثمائة ألف ما بين رجل وامرأة وصادر آل الحجاج واتخذ ابن عمه عمر بن عبد العزيز وزيرا ومشيرا كذا فى حياة الحيوان*
[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة سليمان بن عبد الملك]