للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اذا رأيتموهما فعليكم بالدعاء حتى يكشفا قيل ان الغالب ان الكسوف يكون يوم الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين فانكسفت الشمس يوم موت ابراهيم فى العاشر فلذلك قالوا ابها كسفت لموته

*

[طلوع جبريل مجلس النبى فى صورة رجل]

وفى هذه السنة طلع جبريل مجلس النبىّ صلى الله عليه وسلم فى صورة رحل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر طيب الرائحة حسن الوجه رآه حضار المجلس لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد فتعجبوا من حاله فلما دنا قال السلام عليك يا رسول الله فردّ النبىّ عليه السلام فجاء حتى جلس الى النبىّ صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه وسأل عن الايمان والاسلام والاحسان والقيامة وأماراتها فأجابه النبىّ صلى الله عليه وسلم عن غير القيامة وقال له ما المسئول عنها بأعلم من السائل فخرج جبريل من المجلس فأمر النبىّ صلى الله عليه وسلم أن يطلبوه فما وجدوه فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم أتدرون من السائل قالوا الله ورسوله اعلم فقال لهم انه جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم وكان كلما يأتيه يعرفه فى أى صورة كان الا هذه المرة ولما غاب علم انه جبريل عليه الصلاة والسلام وفى رواية قال لعمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام أتدرى من السائل قال الله ورسوله أعلم قال انه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم*

[قدم فيروز الديلمى إلى المدينة]

وفى هذه السنة قدم فيروز الديلمى المدينة فأسلم وهو الذى قتل الاسود العنسى الكذاب المتنبى قتله فى السنة الحادية عشر من الهجرة وسيجىء فى الموطن الحادى عشر وفى هذه السنة أسلم فروة بن عمر والجذامى ثم النفاثى* وفى الاكتفاء ذكر الواقدى باسناد له ان فروة ابن عمرو هذا كان عاملا لقيصر على عمان من أرض البلقاء وفى كتاب ابن اسحاق على معان وما حولها من أرض الشام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الى هرقل والى الحارث بن أبى شمر ولم يكتب اليه* وفى المواهب اللدنية بعث اليه يدعوه الى الاسلام انتهى فأسلم فروة وكتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسلامه وبعث من عنده رسولا يقال له مسعود بن سعد من قومه بكتاب مختوم فيه* بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد رسول الله النبىّ انى مقرّ بالاسلام مصدّق به وأنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وانه الذى بشربه عيسى ابن مريم والسلام عليك ثم بعث مع الرسول بغلة بيضاء يقال لها فضة وحمارة يقال لها يعفور وفرسا يقال لها الظرب وبعث بأثواب من لين وقباء من سندس مخوّص بالذهب فقدم الرسول ودفع الكتاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقترأه وأمر بلالا أن ينزله ويكرمه فلما أراد الخروج كتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جواب كتابه* من محمد رسول الله الى فروة بن عمرو سلام عليك فانى أحمد اليك الله الذى لا اله الا هو أما بعد فانه قدم علينا رسولك بكتابك فبلغ ما أرسلت به وخبر عما قبلك وأنبأنا باسلامك وان الله عز وجل قد هداك بهداه الى دين الاسلام فان أنت أصلحت وأطعت الله ورسوله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة دخلت الجنة والسلام عليك* ولما بلغ قيصر اسلام فروة بن عمرو بعث اليه وحبسه ولما طال سجنه أرسلوا اليه أن ارجع الى دينك ونعيد اليك ملكك فقال لا أفارق دين محمد أبدا أما انك تعرف انه رسول الله بشربه عيسى ابن مريم ولكنك ضننت بملك وأحببت بقاءه قال قيصر صدق والانجيل وذكر الواقدى انه مات فى ذلك الحبس فلما مات صلبوه قال ابن اسحاق انهم صلبوه حيا على ماء لهم يقال له عفراء بفلسطين قال فلما اجتمعت الروم لقتله قال فى ذلك

الا هل اتى سلمى بأن حليلها ... على ماء عفرا فوق احدى الرواحل

على ناقة لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل

وذكر ابن شهاب الزهرى انهم لما قدّموه ليقتلوه قال

<<  <  ج: ص:  >  >>