القراء السبعة وقاضى القضاة محمد بن الحسن الشيبانى صاحب أبى حنيفة فماتا بالرّى* وفى تاريخ اليافعى فى سنة تسع وثمانين ومائة توفى قاضى القضاة فقيه العصر محمد بن الحسن الكوفى منشأ الشيبانى مولى قدم أبوه من الشام الى العراق فأقام بواسط فولد محمد ونشأ بالكوفة* قال الشافعىّ لو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته وقال أيضا ما رأيت رجلا يسأل عن مسئلة فيها تطيرا لا تبينت فى وجهه الكراهة الا محمد بن الحسن وقال أيضا ما رأيت سمينا أفقه من محمد بن الحسن وقال غيره لقى جماعة من أعلام الائمة وحضر مجلس أبى حنيفة سنين ثم تفقه على أبى يوسف صاحب أبى حنيفة وصنف الكتب الكثيرة النادرة منها الجامع الكبير والجامع الصغير* وفى سنة احدى وتسعين ومائة مات فى السجن يحيى بن خالد البرمكى وابنه الفضل* وفى سنة ثلاث وتسعين ومائة سار هارون الرشيد الى خراسان ليكشف أحوالها فقدم طوس وهو عليل ومات بها وله خمس وأربعون سنة كذا قاله الذهبى* وقال الجمالى يوسف بن المقرى لما كانت سنة ثلاث وتسعين ومائة خرج الرشيد الى الغزو فأدركته المنية بطوس من أعمال خراسان ليلة السبت ثالث جمادى الاخرة وقيل للنصف من جمادى الاولى وصلى عليه ابنه صالح ودفن بطوس وأخطأ عليه طبيبه المسمى جبريل فى دبلة كانت به وله خمس وأربعون سنة وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وخمسة عشر أو ستة عشر يوما*
[(ذكر خلافة الامين محمد بن الرشيد هارون بن المهدى بن محمد بن المنصور الهاشمى القرشى العباسى البغدادى)]
* أمير المؤمنين أبى عبد الله وقيل أبى موسى وهو السادس فخلع وقتل كما سيأتى وأمّه زبيدة بنت جعفر المنصور الهاشمية العباسية وهو ثالث خليفة تخلف أبواه هاشميان فالاوّل على بن أبى طالب والثانى ابنه الحسن والثالث محمد هذا* صفته* كان الامين من أحسن الشباب صورة وكان أبيض طوالا جميلا بديع الحسن ذا قوّة مفرطة وبطش وشجاعة معروفة وفصاحة وأدب وفضيلة وبلاغة وكان ولى عهد أبيه الرشيد فولى الخلافة بعد موت أبيه* وفى دول الاسلام تسلم الخلافة لانه كان ولى عهد أبيه الرشيد وجاء من طوس خاتم الخلافة والبردة والقضيب واستناب أخاه المأمون على ممالك خراسان وفى أيامه فتحت أهواز كذا فى سيرة مغلطاى*
[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة الامين]
وفيها مات عالم البصرة اسمعيل بن على وحافظ البصرة محمد بن جعفر غندر ومقرئ الكوفة أبو بكر عياش الاسدى وله سبع وتسعون سنة* وفى سنة أربع وتسعين ومائة وقعت أوّل الفتنة بين الاخوين الامين والمأمون عزم الامين على خلع المأمون من ولاية العهد ليقدّم ولده وهو صبى عمره خمس سنين فأخذ يبذل الاموال للامراء ليتم له ذلك فنصحه العقلاء فلم يصغ اليهم حتى آل الامر الى ان بعث أخوه الجيوش لحربه ومحاصرته ثم قتل وفيها مات زاهد خراسان شقيق البلخى استشهد فى غزوة الهند* وفى سنة خمس وتسعين ومائة تيقن المأمون ان أخاه الامين خلعه فغضب وخلع هو الامين وبايعه جيش خراسان بالخلافة وتسمى بأمير المؤمنين فجهز الامين لحربه ابن ماهان وجهز المأمون طاهر بن الحسن وكبس طاهر عساكر الامين وقتل ابن ماهان وانهزم جيوشه وشرع ملك الامين فى سفال ودولته فى اضمحلال ثم ندم على خلع أخيه وطمع فيه أمراؤه ولقد أنفق فيهم أموالا لا تحصى ولم يفد ثم جهز جيشا فالتقاهم طاهر بهمدان فهزمهم مرّتين وقتل قائد جيش الامين* وفى سنة ست وتسعين ومائة مات شاعر زمانه أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمى* وفى سنة سبع وتسعين ومائة حوصر الامين ببغداد نازله طاهر وهرثمة بن أعين وزهير فى جيوشهم وقاتلت الرعية مع الامين فبالغوا وكان محبا اليهم فدام الحصار سنة فجرت عجائب وأهوال وفيها توفى مقرى الوقت ورش واسمه عثمان بن سعيد وحافظ العراق وكيع بن الجرّاح الروّاسى أحد الاعلام وله سبع وستون سنة* قال أحمد ما رأيت