بالعراق والتفت عليه الشيعة وكان يدّعى أن جبريل ينزل عليه فجهز ابراهيم بن الاشتر النخعى فى ثمانية آلاف فى سنة ست وستين لقتال عبيد الله بن زياد فالتقى الجمعان فقتل عبيد الله وقتل معه من الامراء حصين بن نمير السكونى وشرحبيل بن ذى الكلاع وكان المصاف بنواحى الموصل وتمزق فى الوقعة أكثر عسكر الشأم وكانوا أربعين ألفا وغلب على الكوفة المختار واباد قتلة الحسين كعمر بن سعد بن أبى وقاص وشمر بن ذى الجوشن وخرج نجدة الجرورى باليمامة فى جمع فأتى البحرين وقاتل أهلها ثم حج فوقف بجمعه وحده بعرفة ووقف ابن الزبير بالناس ووقف ابن الحنفية بجيشه الذين أتوا من العراق وحده فتواعدوا الحرب حتى ينقضى الحج والموسم ومات فى سنة سبع وستين عدى بن حاتم الطائى صاحب النبىّ صلى الله عليه وسلم وكان يقول ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت الا وانا على وضوء وكان أبوه يضرب به المثل فى السخاء ولما بعث ابن الزبير أخاه مصعبا على العراق انضم اليه جيش البصرة فجاء وضايق المختار الكذاب حتى ظفر به وقتله وقتل بينهما سبعمائة أو أكثر*
[وفاة عبد الله بن عباس]
ومات فى سنة ثمان وستين عالم الامة الحبر البحر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له النبىّ صلى الله عليه وسلم ان يؤتيه الله العلم مرّتين فكان اعلم أهل زمانه وقد ولى نيابة البصرة لابن عمه علىّ وأضرّ فى آخر عمره ومات بالطائف وله احدى وتسعون سنة وقبره بها يزار وقتل فى سنة ثمان وستين نجدة الحرورى وفى سنة تسع وستين كان طاعون الجارف بالبصرة* قال المدائنى حدّثنى من أدرك ذلك قال كان ثلاثة أيام فمات فيها نحو مائتى ألف نفس* وقال غيره مات فى طاعون الجارف لانس من أولاده وأولادهم سبعون نفسا وقيل مات فى الجارف لعبد الرحمن بن أبى بكر أربعون ولدا وقل الناس وعجز من بقى عن دفن الموتى وكانت الوحوش تدخل الازقة وتأكلهم* ومات لصدقة المازنى فى يوم واحد سبعة بنين فقال اللهم انى مسلم فلما كان يوم الجمعة بقى الجامع يصفر لم يحضر للصلاة سوى سبعة أنفس وامرأة فقال الخطيب ما فعلت تلك الوجوه فقالت المرأة تحت التراب* وفى سنة سبعين سار عبد الملك بجيوشه الى العراق ليملكها فوثب بدمشق عمرو بن سعد بن العاص الاشدق الاموى ودعا الى نفسه بالخلافة واستولى على دمشق فرجع اليه عبد الملك ولاطفه وراسله وحلف له أن يكون الخليفة بعد عبد الملك وأن يكون مهما شاء حكم وفعل فاطمأنّ وفتح البلد لعبد الملك ثم ان عبد الملك غدر به وذبحه* وفيها مات عاصم بن عمر بن الخطاب العدوى ولد فى حياة النبىّ صلى الله عليه وسلم وهو جدّ الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز لامه*
[هدم قصر الامارة بالكوفة]
وفى سنة احدى وسبعين قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير أخا عبد الله بن الزبير وهدم قصر الامارة بالكوفة* وسببه أنه جلس ووضع رأس مصعب بين يديه فقال له عبد الملك بن عمير يا أمير المؤمنين جلست أنا وعبد الله بن زياد فى هذا المجلس ورأس الحسين بين يديه ثم جلست أنا والمختار بن أبى عبيد فاذا رأس عبيد الله بن زياد بين يديه ثم جلست أنا ومصعب هذا فاذا رأس المختار بين يديه ثم جلست مع أمير المؤمنين فاذا رأس مصعب بين يديه وأنا أعيذ أمير المؤمنين من شرّ هذا المجلس فارتعد عبد الملك وقام من فوره فأمر بهدم القصر* ومات فى سنة اثنتين وسبعين الامير أبو بحر الاحنف بن قيس اليمنى أحد أشراف العرب وحلمائها بالبصرة وله سبعون سنة أو اكثر قد سمع من عمر وغيره* ومات فى سنة ثلاث وسبعين عوف بن مالك الاشجعى صاحب النبى صلى الله عليه وسلم وقد غزا بالمسلمين أرض الروم ولما قتل فيها ابن الزبير استقل بالخلافة فى الدنيا عبد الملك بن مروان وناب له على الحرمين الحجاج الظالم الغاشم فنقض ما زاد ابن الزبير فى الكعبة وضيقها وسدّ بابها الغربى وعلى الباب الشرقى* وفى سنة أربع وسبعين مات من الصحابة رافع بن خديج الانصارى وأبو سعيد الخدرى وعبد الله بن عمر بن الخطاب العدوى