للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة وأما توزون لما فعل بالمتقى ما فعل لم يحل عليه الحول ومات بالصرع من سنته*

[(خلافة المستكفى بالله أبى القاسم عبد الله بن المكتفى بالله على بن المعتضد أحمد الهاشمى العباسى البغدادى)]

* أمير المؤمنين أمّه أمّ ولد تسمى فضة بويع بالخلافة بعد ما كحل المتقى فى عشرين صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة وعمره احدى وأربعون سنة* قال ثابت أحضر توزون عبد الله بن المكتفى وبايعه بالخلافة ولقبه بالمستكفى وفيها مرض توزون بعلة الصرع* وفى سنة أربع وثلاثين وثلثمائة هلك أتابك الجيوش توزون بالصرع بهيت ولقب المستكفى نفسه امام الحق ودخل معز الدولة أحمد بن بويه بغداد وهو أوّل من ملكها من الديلم باذن المستكفى غضبا عليه ودام أشهرا ثم وقعت الوحشة بينه وبين المستكفى فى جمادى الاخرة من سنة أربع وثلاثين وثلثمائة ودخل معز الدولة بحواشيه والامراء على خدمة الخليفة فوقف الناس على مراتبهم فتقدم أميران من الديلم فطلبا من الخليفة رزقهما فمدّ لهما يده على العادة للتقبيل ظنا منه أنهما يريدان تقبيلها فجذباه من السرير وطرحاه الى الارض وجرّاه بعمامته ووقعت الضجة وهجم الديلم دار الخلافة الى الحرم ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة ومضى معز الدولة الى منزله وساقوا المستكفى ماشيا اليه ولم يبق فى دار الخلافة شئ وخلع المستكفى ثم سملت يومئذ عيناه وهو يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الاخرة سنة أربع وثلاثين وثلثمائة فصار أعمى ثالث خليفة قد سمل كما أشار اليه القاهر وكانت خلافة المستكفى سنة وأربعة أشهر ويومين وتوفى بعد ذلك فى سنة ثمان وثلاثين وعمره ست وأربعون سنة ثم أحضر معز الدولة أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة ولقبوه بالمطيع لله*

[(ذكر خلافة المطيع لله أبى القاسم الفضل ابن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد بن ولى العهد الموفق طلحة بن المتوكل جعفر الهاشمى العباسى البغدادى)]

* أمير المؤمنين أمّه أمّ ولد تسمى شعلة ومولده فى أوّل سنة احدى وثلثمائة بويع بالخلافة فى سنة أربع وثلاثين وثلثمائة بعد خلع المستكفى وسمله وللمطيع يومئذ أربع وثلاثون سنة وتم أمره فى الخلافة وطالت أيامه وفى أيامه كانت بمصر زلازل عظيمة عاودت الناس أشهرا وخربت بسببها عدّة بلاد وسكنت الناس الصحراء وفى أيامه أمطرت بغداد حصى ورن كل حصاة رطل فقتلت خلقا كثيرا من الناس والدواب والطير وفى أيامه اشتدّ أمر الغلاء حتى أكل لحم الادميين وبيع العقار بالرغفان* قال ابن الجوزى فى أيامه وقع حريق عظيم بمصر أحرقت فيه قيسارية العسل وسوق الزياتين وألف وسبعمائة دار ونادى كافور الاخشيدى من جاء بجرة ماء فله درهم فكان جملة ما انصرف على الماء أربعة عشر ألف دينار وفيها مات الشبلى أبو بكر الزاهد صاحب الاحوال والتأله وتلميذ الجنيد* وفى سنة خمس وثلاثين وثلثمائة مات حافظ ما وراء النهر الهيتم بن كليب الشاشى صاحب المسند* وفى سنة سبع وثلاثين وثلثمائة مات المستكفى بالله الذى خلع وسمل من أربع سنين مات بنفث الدم وله ست وأربعون سنة كما مرّ* وفى سنة تسع وثلاثين وثلثمائة مات القاهر بالله الذى كان خليفة وعزل وكحل وعاش ثلاثا وخمسين سنة وفيها مات أبو نصر محمد بن محمد الفارابى الفيلسوف بدمشق وكان صاحب التصانيف وفيها مات أبو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاج النحوى وقيل سنة أربعين وفيها أعادت القرامطة الحجر الاسود الى مكة* وفى سيرة مغلطاى أعيد الحجر الاسود الى موضعه فى ذى الحجة انتهى وقالوا أخذناه بأمر وأعدناه بأمر وكان بحكم بذل لهم فى ردّه خمسين ألف دينار فلم يجيبوه وردّوه الان بغير شئ فى ذى القعدة ولما أرادوا ردّه حملوه الى الكوفة وعلقوه بجامعها حتى رآه الناس ثم ردّوه الى مكة وكانوا أخذوه من ركن بيت الله الحرام سنة سبع عشرة وثلثمائة فكان مكثه عندهم اثنين وعشرين سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>