وخمسمائة وسببه انه خرج فى عساكر لقتال مسعود بن محمد شاه بن ملك شاه السلجوقى فخالف عسكره فانكسروا وانهزم فأرسل سنجر شاه عم مسعود المذكور يلوم مسعودا فى قتال الخليفة فرجع عن قتاله وضرب له السرادق وطلبه وأنزله به فلما نزل المسترشد بالسرادق وصل رسول سنجر شاه الى الخليفة ومعه سبعة عشر نفرا من الباطنية الاسماعيلية فى زى الغلمان فدخلوا على الخليفة وضربوه بالسكاكين حتى قتلوه وقطعوا أنفه وأذنيه وخرجت الباطنية والسكاكين بأيديهم فيها الدم فمالت عليهم العساكر فقتلوهم ثم أحرقوهم وغطى الخليفة بسندسة خضراء لفوه فيها ودفنوه على حاله بباب مراغة وكان قتله فى سابع عشر ذى القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة كذا فى سيرة مغلطاى وعمره أربع أو خمس وأربعون سنة وخلافته سبع عشرة سنة وسبعة أو ثمانية أشهر وفى سيرة مغلطاى وستة أشهر وأيام واستخلف بعده ابنه الراشد*
[(خلافة الراشد بالله أبى جعفر منصور بن المسترشد الفضل بن المستظهر أحمد)]
* الهاشمى العباسى البغدادى وهو السادس فخلع كما سيأتى وأمّه أمّ ولد حبشية ومولده فى سنة اثنتين وخمسمائة ويقال انّ الراشد هذا ولد مسدودا فأحضر والده المسترشد الاطباء فأشاروا ان يفتح له مخرج بالة من ذهب ففعل به ذلك بويع بالخلافة بعد قتل أبيه فى الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة* وفى دول الاسلام لما جاء الخبر بمصرع المسترشد قامت قيامة أهل بغداد وناحوا عليه وشقوا الثياب وخرج النساء يلطمن منتشرات الشعور ينشدن المراثى وطلب الاعيان ولده الراشد بالله فبايعوه* وحكى عن الراشد أن والده أعطاه عدّة جوار وعمره أقل من تسع سنين وأمرهنّ أن علاعبنه وكانت فيهنّ جارية فحملت من الراشد فلما ظهر الحمل وبلغ المسترشد أنكره لصغر سن ولده فسألها فقالت والله ما تقدّم الىّ غيره وأنه احتلم فسأل المسترشد باقى الجوارى فقلن كذلك ووضعت الجارية صبيا وسمى أمير الجيش وقيل للمسترشد ان صبيان تهامة يحتلمون لتسع سنين وكذلك نساؤهم ولم تطل خلافة الراشد فانه خرج بعد خلافته بمدّة الى الموصل لقتال مسعود بن محمد شاه وغيره فلما قاربهم خذله أصحابه فقبض مسعود عليه وخلعه من الخلافة فى يوم الخميس ثامن عشر أو تاسع عشر من ذى القعدة سنة ثلاثين وخمسمائة يقال انّ الوزير أبا القاسم على بن طراد كتب محضرا على الراشد فيه أنواع كبائر ارتكبها من الفسق ونكاح أمّهات أولاد أبيه وأخذ أموال الناس وسفك الدماء وانه فعل أشياء لا يجوز أن يكون معها اماما على المسلمين فشهد بذلك طائفة وحكم ابن الكرخى القاضى بخلعه وكان السلطان مسعود قد جمع القضاة والشهود والاعيان وأخرج لهم نسخة يمين كانت بينه وبين الراشد أخذها عليه بخطه فيها متى عصيت أو حاربت أو جذبت سيفا فى وجه مسعود فقد خلعت نفسى من هذا الامر وفيها خطوط القضاة والشهود بذلك فحكم القضاة حينئذ بخلعه فخلع وولوا المقتفى محمد بن المستظهر عم الراشد وحبس الراشد الى أن مات قتيلا فى محبسه فى السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وقيل انّ الذين قتلوه جماعة من الخراسانية كانوا بخدمته فوثبوا عليه فقتلوه بدسيسة من السلطان* وفى سيرة مغلطاى قتله الباطنية على باب أصبهان وقتلت معه خوارزمشاه*
[(خلافة المقتفى لامر الله أبى عبد الله محمد ابن المستظهر أحمد بن المقتدى عبد الله بن الامير محمد الذخيرة بن الخليفة القائم بالله عبد الله الهاشمى العباسى البغدادى)]
* أمه أم ولد تسمى بغية النفوس وقيل نسيم ومولده فى سنة تسع وثمانين وأربعمائة بويع بالخلافة بعد خلع ابن أخيه الراشد وكان المقتفى اماما عالما فاضلا أديبا شجاعا دمث الاخلاق كامل السودد خليقا للخلافة قليل المثل* وفى دول الاسلام لما حكم القاضى بخلع الراشد أحضروا عمه محمد بن المستظهر بالله وكان صهرا لعلى بن طرّاد ولقبوه المقتفى