مالك فقالت أخبرنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ان فى عينك بياضا فقال وهل أحد الا وفى عينه بياض وقالت اخرى يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال يا أمّ فلان ان الجنة لا يدخلها عجوز فولت المرأة وهى تبكى فقال عليه السلام انها لا تدخلها وهى عجوز ان الله يقول انا أنشأنا هنّ انشاء فجعلنا هنّ أبكارا عربا أترابا* وفى سيرة اليعمرى وكان أرحم الناس يصغى الاناء للهرة فما يرفعه حتى تروى رحمة لها ويمسح وجه فرسه بكمه أو ردائه وكان أشجع الناس وأسخاهم وأجودهم ما سئل شيئا فقال لا ولا يبيت فى بيته درهم ولا دينار فان فضل شىء ولم يجد من يأخذه وجاء الليل لم يرجع الى منزله حتى يبرأ منه الى من يحتاج اليه لا يأخذ مما آتاه الله الا قوت أهله عاما فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ثم يؤثر من قوت أهله حتى ربما يحتاج قبل انقضاء العام وكان أعف الناس وأشدّهم اكراما لاصحابه لا يمدّ رجليه بينهم ويوسع عليهم اذا ضاق المكان ولم تكن ركبتاه تتقدّمان ركبة جليسه ويخدم من خدمه وله عبيد واماء لا يترفع عليهم فى مأكل ولا فى ملبس قال أنس خدمته نحوا من عشر سنين فو الله ما صحبته فى حضر ولا سفر لا خدمه الا كانت خدمته لى أكثر من خدمتى له* وفى المشكاة عن أنس قال خدمت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين خدمته عشر سنين فما لا منى على شىء قط أتى فيه على يدى فان لا منى لائم من أهله قال دعوه فانه لو قضى شىء كان هذا لفظ المصابيح ورواه البيهقى فى شعب الايمان مع تغيير يسير وكان صلّى الله عليه وسلم فى سفر فأمر باصلاح شاة فقال رجل يا رسول الله علىّ ذبحها وقال آخر علىّ سلخها وقال آخر علىّ طبخها فقال صلّى الله عليه وسلم وعلىّ جمع الحطب فقالوا يا رسول الله نحن نكفيك فقال قد علمت انكم تكفونى ولكنى أكره أن أتميز عنكم فان الله بكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه فقام فجمع الحطب وكان يحب الفأل ويكره التطير واذا جاء ما يحب قال الحمد لله رب العالمين واذا جاء ما يكره قال الحمد لله على كل حال* وفى الشفاء كان صلى الله عليه وسلم يحب الطيب والرائحة الحسنة ويستعملها كثيرا ويحض عليها ويقول حبب الىّ من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعلت قرّة عينى فى الصلاة* وفى سيرة اليعمرى وكان يحب الطيب ويكره الرائحة الكريهة ويقول ان الله جعل لذتى فى النساء والطيب وجعل قرّة عينى فى الصلاة وعن أنس أنه صلّى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه فى الساعة من الليل والنهار وهنّ احدى عشرة قال أنس وكنا نتحدّث أنه أعطى قوّة ثلاثين رجلا خرّجه النسائى وروى نحوه عن أبى رافع وعن طاوس أعطى عليه السلام قوّة أربعين رجلا ومثله عن صفوان بن سليم وعند الاسماعيلى عن معاذ قوّة أربعين زاد أبو نعيم عن مجاهد كل رجل من رجال أهل الجنة* وعن أنس مرفوعا يعطى المؤمن فى الجنة قوّة مائة قال الترمذى صحيح غريب فاذا ضربنا أربعين فى مائة بلغت أربعة آلاف مع قناعته صلى الله عليه وسلم فى الاكل كذا فى المواهب اللدنية* وقالت سلمى مولاته طاف النبىّ صلّى الله عليه وسلم على نسائه التسع وتطهر من كل واحدة منهنّ قبل أن يأتى الاخرى وقد حفظه الله من الاحتلام فعن ابن عباس قال ما احتلم نبىّ قط وانما الاحتلام من الشيطان رواه الطبرانى وقد قال سليمان عليه السلام لا طوفنّ الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين امرأة وانه فعل ذلك* قال ابن عباس كان فى ظهر سليمان ماء مائة رجل وكانت له ثلثمائة امرأة وثلثمائة سرية وكان لداود عليه السلام على زهده وأكله من عمل يده تسع وتسعون امرأة وتمت بزوجة اورياء مائة كذا فى الشفاء*
[مصارعته عليه السلام]
وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوّة لم تقاوم روى أنه صارعه صلّى الله عليه وسلم جماعة منهم ركانة بن عبد زيد وهو أشدّ أهل وقته وكان دعاه الى الاسلام فصرعه النبىّ صلّى الله عليه وسلم فأسلم يوم الفتح وتوفى سنة أربعين وصارع أباركانة فى الجاهلية وكان شديدا فعاوده ثلاث مرّات كل ذلك صرعه النبىّ صلّى الله عليه وسلم