للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر وبعضهم ينكر هجرته الى الحبشة وعن أبى موسى الاشعرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا الى اليمن وأمرهما أن يعلما الناس القرآن وقد صح حديث أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رأيتنى وأنا أسمع قراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود فقلت يا رسول الله لو علمت انك تسمع قراءتى لحبرته لك تحبيرا وكان عمر بن الخطاب يقول لابى موسى الاشعرى ذكرنا ربنا تعالى فيقرأ* عن ابى عثمان النهدى قال صلى لنا أبو موسى الاشعرى صلاة الصبح فما سمعت صوت صنج ولا بربط كان أحسن من صوته وستجىء وفاته فى الخاتمة فى خلافة معاوية*

[بعث خالد بن الوليد الى عبد المدان بنجران]

وفى هذه السنة أرسل خالد بن الوليد قبل حجة الوداع أيضا فى ربيع الاوّل سنة عشرو فى الاكليل فى ربيع الاخر وفى المنتقى فى ربيع الاخر أو جمادى الاولى الى عبد المدان قبيلة بنجران وأمره أن يدعوهم الى الاسلام فأسلموا كذا فى المواهب اللدنية* وفى رواية الى بنى الحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم الى الاسلام ثلاثا قبل أن يقاتلهم فان أجابوا فاقبل منهم وأقم فيهم وعلمهم كتاب الله وسنة نبيه فأسلم ناس ودخلوا فيما دعاهم اليه وأقام خالد فيهم يعلمهم الاسلام وكتاب الله وسنة نبيه ثم كتب خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم* بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خالد بن الوليد السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فانى أحمد اليك الله الذى لا اله الا هو أما بعد يا رسول الله فانك بعثتنى الى بنى الحارث بن كعب وأمرتنى اذا أتيتهم لا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم الى الاسلام فان أسلموا قبلت منهم وانى قدمت عليهم ودعوتهم الى الاسلام فأسلموا فأنا مقيم فيهم أعلمهم معالم الاسلام* فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم* من محمد رسول الله الى خالد بن الوليد سلام عليك فانى أحمد اليك الله الذى لا اله الا هو أما بعد فان كتابك جاءنى مع رسولك يخبر بأن بنى الحارث قد أسلموا قبل أن تقاتلهم فبشرهم وأنذرهم وأقبل معهم وليقبل معك وفدهم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته* فأقبل خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم معه وفد بنى الحارث بن كعب فيهم قيس ابن الحصين فسلموا عليه وقالوا نشهد انك رسول الله وأن لا اله الا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد أن لا اله الا الله وانى رسول الله وأمر عليهم قيسا فلم يلبثوا فى قومهم أربعة أشهر حتى توفى رسول الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الى بنى الحارث بعد أن ولى وفدهم عمرو بن حزم الانصارى ليفقههم ويعلمهم السنة ومعالم الاسلام ويأخذ منهم صدقاتهم فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو بن حزم عامله على وفد نجران كذا فى المنتقى*

[بعث على بن أبى طالب الى اليمن]

وفى رمضان هذه السنة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب الى اليمن وعقد له لواء وعممه بيده وأخرج أبو داود وأحمد والترمذى من حديث علىّ قال بعثنى النبىّ صلى الله عليه وسلم الى اليمن فقلت يا رسول الله تبعثنى الى قوم أسنّ منى وأنا حديث السن لا أبصر القضاء قال فوضع يده فى صدرى وقال اللهمّ ثبت لسانه واهد قلبه وقال يا على اذا جلس اليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الاخر الحديث فخرج علىّ فى ثلثمائة فارس ففرق أصحابه فأتوا بنهب وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك ثم لقى جمعهم فدعاهم الى الاسلام فأبوا ورموا بالنبل حتى حمل عليهم علىّ وأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرّقوا وانهزموا فكف عن طلبهم ثم دعاهم الى الاسلام فأسرعوا وأجابوا وبايعه نفر من رؤسائهم على الاسلام ثم قفل فوافى النبىّ صلى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج سنة عشر* وفى رواية لما وجه صلى الله عليه وسلم عليا الى اليمن عقد له لواء وعممه بيده وأرخى طرفها من قدّامه نحو ذراع ومن خلفه قيد شبر وكان كعب الاحبار اذ ذاك باليمن فلقيه* وفى الاصل الاصيل فى تحريم النقل من التوراة والانجيل للسخاوى قال ذكر الواقدى

<<  <  ج: ص:  >  >>