كاتبا ذا فضائل جمة وكان له فرس قد أهدى اليه فركبه نحو عشرين سنة فلما مات الشيخ لم يأكل الفرس شيئا وعاش أسبوعا ومات* وفى سنة ست وستين وأربعمائة فى ربيع الاوّل توفى القاضى أبو الحسين ابن أبى جعفر السمنانى حمو قاضى القضاة أبى عبد الله الدامغانى وولى ابنه أبو الحسين ما كان اليه من القضاء بالعراق والموصل وكان مولده سنة أربع وثمانين وثلثمائة وكان هو وأبوه من المغالين فى مذهب الاشعرى ولابنه فيه تصانيف كثيرة وهذا مما يستظرف أن يكون حنفى أشعريا وفيها فى جمادى الاخرة توفى عبد العزيز أحمد بن محمد بن على أبو محمد الكنانى الدمشقى الحافظ وكان مكثرا من الحديث ثقة وممن سمع منه الخطيب أبو بكر البغدادى* وفى سنة سبع وستين وأربعمائة فى شوالها وقعت نار فى دكان خباز بنهر المعلى وأحرقت من السوق ثمانين دكانا سوى الدور ثم وقعت نار فى المأمونية ثم فى المظفرية ثم فى درب المطبخ ثم فى دار الخلافة ثم فى حمام السمرقندى ثم فى باب الازج ودرب فراشا ثم فى الجانب الغربى فى نهر طابق ونهر القلايين والقطيعة وباب البصرة فاحترق ما لا يحصى وفيها أيضا أعمل الرصد للسلطان ملك شاه واجتمع جماعة من أعيان المنجمين فى عمله منهم عمر بن ابراهيم الخيامى ومنهم أبو المظفر الاسفراينى وميمون ابن النجيب الواسطى وغيرهم وخرج عليه من الاموال شئ عظيم وبقى الرصد دائرا الى ان مات السلطان سنة خمس وثمانين وأربعمائة ثم بطل ذكره فى الكامل وفى سيرة مغلطاى وفى أيامه قطعت خطبة المصريين بحران وأقيمت له وأسلم من كفار الترك ثلاثون ألف خركاه ودخل أبو طالب محمد بن طغرابك بن ميكائيل بن سلجوق بغداد وخطب للمستنصر ببغداد بجامع المنصور أربعين جمعة وزيد فى الاذان حىّ على خير العمل وطالت مدّة القائم فى الخلافة الى أن مات فى ليلة الخميس الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة فكانت مدّة خلافته أربعا وأربعين سنة وثمانية أو تسعة أشهر الا خمسة أيام وعمره سبع وسبعون سنة وتخلف بعده حفيده فانه لم يخلف أولاد القلة الجماع قيل انه كان مرّة بجامع فرأى خياله فى ضوء الشمعة فاستقبح ذلك وترك الجماع فقل نسله لذلك*
[(خلافة المقتدى بأمر الله أبى القاسم عبد الله بن الامير محمد الذخيرة بن القائم عبد الله بن القادر أحمد بن الامير اسحاق بن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد بن ولى العهد الموفق طلحة بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد هارون الهاشمى العباسى البغدادى]
* أمير المؤمنين أمّه أمّ ولد تسمى أرجو ان ولد يوم مات أبوه ذخيرة الدين محمد ورباه جدّه القائم ولما كبر عهد اليه* وفى دول الاسلام ولد بعد موت أبيه الذخيرة بستة أشهر بويع بالخلافة بعد موت جدّه القائم فى شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة وفى دول الاسلام لما مرض القائم بأمر الله افتصد فانفجر فصاده وخرج منه دم عظيم فحارت قوّته فطلب ابن ابنه الامير عبد الله بن محمد وعهد اليه الامر ولقبه المقتدى بأمر الله بمحضر قاضى القضاة الدامغانى وأبى اسحاق صاحب التنبيه وأبى نصر بن الصباغ وأبى جعفر بن أبى موسى الهاشمى وتم أمره فى الخلافة وطالت أيامه وحسنت وظهر فى أيامه آثار حسنة غير انه ظهر فى أيامه زلازل كثيرة بعدة أقاليم حتى خربت أكثر البلاد وفارقت الناس الدور وسكنت البرارى* وفى سنة ثمان وستين وأربعمائة توفى أبو الحسن على بن محمد بن منوية الواحدى المفسر مصنف البسيط والوسيط والوجيز فى التفسير وهو نيسابورى امام مشهور*
[ذكر من مات من المشاهير فى خلافته]
وفى سنة خمس وسبعين وأربعمائة توفى أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده الاصفهانى فى جمادى الاخرة فى أصفهان وكان حافظا فاضلا* وفى سنة ست وسبعين وأربعمائة فى جمادى الاخرة توفى الشيخ أبو اسحاق الشيرازى وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة وكان واحد عصره علما وزهدا وعبادة وسخاء وصلى عليه فى جامع القصر وجلس أصحابه للعزاء فى المدرسة النظامية ثلاثة أيام ودفن بباب