واستعار منه النبىّ صلى الله عليه وسلم مائة درع قال صفوان اغصبايا محمد فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم بل عارية مضمونة وسيجىء وحين قفل النبىّ صلى الله عليه وسلم من الطائف الى الجعرانة مرّ مع صفوان على شعب مملوء من الابل والغنم وسائر أنعام الغنيمة وكان صفوان يحدّ النظر الى تلك الاموال ولم يرفع بصره منها وكان النبىّ صلى الله عليه وسلم يلاحظه فقال يا أبا وهب أتعجبك هذه قال نعم قال وهبتها لك كلها فقال صفوان ما طابت نفس أحد بمثل هذا الانفس نبىّ فأسلم هناك*
[الثامن حارث بن طلاطلة]
وهو من جملة مؤذى النبىّ صلى الله عليه وسلم وفى يوم فتح مكة قتله على بن أبى طالب*
[التاسع كعب بن زهير بن أبى سلمى المزنى الشاعر]
صاحب بانت سعاد القصيدة المشهورة وكان يهجو النبىّ صلى الله عليه وسلم فجاء وهو جالس فى المسجد فدخل وأسلم وأنشأ قصيدته التى أوّلها بانت سعاد فقلبى اليوم متبول* فلما بلغ الى قوله
انّ الرسول لسيف يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
أنبئت أنّ رسول الله أوعدنى ... والعفو عند رسول الله مأمول
قال النبىّ صلى الله عليه وسلم اسمعوا ما يقول وقيل فرح النبىّ صلى الله عليه وسلم وكساه بردا جائزة له وكان اسلام كعب فى السنة التاسعة كما سيجىء فيها*
[العاشر وحشى بن حرب]
قاتل حمزة وكان كثير من المسلمين حريصا على قتله ويوم فتح مكة هرب الى الطائف وأقام هناك الى زمان قدوم وفد الطائف الى النبىّ صلى الله عليه وسلم فجاء معهم ودخل عليه وقال أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم أنت وحشىّ قال نعم قال أأنت قتلت حمزة قال قد كان من الامر ما بلغك يا رسول الله قال اجلس واحك لى كيف قتلته ولما قص عليه قصة قتله قال أما تستطيع أن تغيب وجهك عنى وكان وحشى بعد ذلك اذا رأى النبىّ صلى الله عليه وسلم يفرّ منه ويختفى*
[الحادى عشر عبد الله بن الزبعرى]
وكان من شعراء العرب وكان يهجو أصحاب النبىّ صلى الله عليه وسلم ويحرض المشركين على قتالهم ويوم الفتح لما سمع أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم أهدر دمه هرب الى نجران وسكنها وبعد مدّة وقع الاسلام فى قلبه فأتى النبىّ صلى الله عليه وسلم فلما رآه من بعيد قال هذا ابن الزبعرى ولما دنا منه قال السلام عليك يا رسول الله أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أنك رسول الله*
ذكر النساء اللاتى أهدر النبىّ دماءهنّ يوم الفتح
أولاهنّ هند بنت عتبة امرأة أبى سفيان
وأمّا النساء الست اللاتى أهدر النبىّ صلى الله عليه وسلم دماءهنّ يوم الفتح فاحداهنّ هند بنت عتبة وهى امراة أبى سفيان أم معاوية وايذاؤها للنبىّ صلى الله عليه وسلم مشهور ويوم أحد مثلت بحمزة ومضغت كبده وبعد ما فتحت مكة جاءت الى النبىّ صلى الله عليه وسلم متنكرة متنقبة فى النساء حين يبايع النساء على الصفا فأسلمت وقد سبق ذكرها*
[! الثانية والثالثة قريبة والفرتنا الرابعة مولاة بنى خطل والخامسة مولاة بنى عبد المطلب]
الثانية والثالثة قريبة بالقاف والموحدة مصغرا والفرتنا بالفاء المفتوحة والراء المهملة الساكنة والمثناة الفوقية والنون كذا صححه القسطلانى فى المواهب اللدنية وهما فتيتان قينتان أى مغنيتان لابن خطل وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما مع ابن خطل فأمّا قريبة فقتلت مصلوبة وأمّا فرتنا ففرّت حتى استؤمن لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنها فامنت وذكر السهيلى أنّ اسم قينتى ابن خطل فرتنا وسارة وهذا يخالف ما ذكره ابن سيد الناس اليعمرى من ان اسم احداهما قريبة والآخرى فرتنا كما سبق ذكرهما كذا فى شفاء الغرام* الرابعة مولاة بنى خطل وقتلت يوم الفتح* الخامسة مولاة بنى عبد المطلب* وفى شفاء الغرام مولاة عمرو بنى صيفى بن هاشم انتهى وهى التى حملت كتاب حاطب بن أبى بلتعة من المدينة ذاهبة الى مكة الى قريش وكانت تؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وتغيبت يوم الفتح حتى استؤمن لها فعاشت حتى أوطأها رجل فرساله فى زمن عمر بن الخطاب بالابطح فقتلها ونقل الحميدى أنها قتلت* وفى فتح البارى فى شرح صحيح البخارى أنها أسلمت والله أعلم* وفى المدارك روى أنّ رسول الله صلى الله عليه