للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم الذى يحمل فى الحرب يعرف به موضع صاحب الجيش وقد يحمله أمير الجيش وقد يدفعه الى مقدم العسكر وقد صرّح جماعة من أهل اللغة بترادف اللواء والراية لكن روى أحمد والترمذى عن ابن عباس كانت راية رسول الله صلّى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض ومثله عن الطبرانى عن بريدة وعن ابن عدى عن أبى هريرة وزاد مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله وهو ظاهر فى التغاير ولعل التفرقة بينهما عرفية* وذكر ابن اسحاق وكذا أبو الاسود عن عروة أنّ أوّل ما حدثت الرايات يوم خيبر وما كانوا يعرفون قبل ذلك الا الاولوية انتهى وهكذا قدم بعضهم سرية حمزة هذه على سرية عبيدة وقال لواء حمزة أوّل لواء عقد فى الاسلام* وقال المداينى أوّل سرية بعثها رسول الله صلّى الله عليه وسلم سرية حمزة بن عبد المطلب فى ربيع الاوّل من سنة اثنتين الى سيف البحر من أرض جهينة خرجه أبو عمرو وصاحب الصفوة ولفظه أوّل لواء عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلم لحمزة حين قدم المدينة* وقال ابن اسحاق ان ذلك لعبيدة بن الحارث واليه أشار ابن هشام فى سيرته وانما اشتبه ذلك على الناس لان بعثه وبعث عبيدة كانا معا والنبىّ صلّى الله عليه وسلم شيعهما جميعا فأشكل أمرهما فكل من قال ذلك فى واحد منهما فهو صادق كذا فى ذخائر العقبى وهذا يشكل بقوله ان بعث عبيدة كان على رأس ثمانية أشهر لكن يحتمل أن يكون صلّى الله عليه وسلم عقد رايتهما معا ثم تأخر خروج عبيدة الى رأس الثمانية لامر اقتضاه والله أعلم* وقال أبو عمرو ان أوّل راية عقدت لعبد الله بن جحش* وفى شوّال هذه السنة على رأس ثمانية أشهر كانت سرية عبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف بن قصى الى بطن رابغ بالغين المعجمة ويعرف بودّان*

[سرية عبيدة بن الحارث الى بطن رابغ]

روى انّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم عقد لواء أبيض لابن عم عبد المطلب عبيدة بن الحارث بن المطلب وأمره على ستين رجلا من المهاجرين ليس فيهم من الانصار واحد وقد مرّ الخلاف فى انه أوّل راية راية حمزة وكان حامل اللواء مسطح بن اثاثة ورمى فيها سعد بن أبى وقاص بسهم فكان أوّل سهم رمى به فى الاسلام وكان ذلك قبل غزوة الابواء على القول الراجح وأوردها ابن هشام فى سيرته والكلاعى فى الكتفاء بعد غزوة الابواء فى السنة الثانية فى ربيع الاوّل حيث قال ثم رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلم أى من غزوة الابواء الى المدينة فأقام بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الاوّل وبعث فى مقامه ذلك عبيدة ابن الحارث وقيل بعثه من الابواء وذكر أبو الاسود فى مغازيه عن عروة انّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم لما وصل الى الابواء بعث عبيدة بن الحارث فى ستين رجلا وذكر القصة فيكون ذلك فى السنة الثانية وبه صرّح بعض أهل السير* وفى سيرة ابن هشام بعثه حين أقبل من غزوة الابواء قبل أن يصل الى المدينة فسار حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرّة فلقى جمعا عظيما من قريش وكان أميرا على المشركين أبو سفيان بن حرب وقيل عكرمة بن أبى جهل وقيل مكرز بن حفص فترموا بالنبل وكان أوّل من رمى فى وجوه المشركين بسهم سعد بن أبى وقاص كما مرّ ولم يقع بينهم ضرب السيوف فظنّ المشركون ان للمسلمين مددا فخافوا وانهزموا ولم يتبعهم المسلمون فانحاز من المشركين الى المسلمين رجلان المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان المازنى وكانا مسلمين لكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار الى المسلمين*

[بناؤه عليه السلام بعائشة]

وفى هذه السنة بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعائشة بنت أبى بكر الصدّيق رضى الله عنهما وسنذكر تمام نسبها فى الخاتمة فى خلافة أبى بكر ان شاء الله تعالى وأمّها أمّ رومان بنت عامر بن عويمر وكنيتها أمّ عبد الله كناها النبىّ صلّى الله عليه وسلم باسم ابن أختها عبد الله بن الزبير وكان البناء بها على رأس تسعة أشهر وقيل ثمانية عشر شهرا فى شوّال كذا فى المواهب اللدنية وتاريخ اليافعى وكذا فى الوفاء من غير لفظ شوّال* وفى أسد الغابة وبنى بها فى المدينة سنة اثنتين* وفى المشكاة عن عائشة

<<  <  ج: ص:  >  >>