للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب ذلك ان ملكها غدر ونكث وأعان الترك* وعزل الخليفة عمه محمدا عن الجزيرة وأذربيجان وولاها أخاه مسلمة فغزا مسلمة وافتتح مدائن وحصونا عند دربند ودان له من وراء باب الابواب وفيها حج الوليد بالناس* وفى المختصر الجامع حج الوليد بالناس سنة ثمان وثمانين واحدى وتسعين وأربع وتسعين وتمت لقتيبة الباهلى حروب بماوراء النهر حتى ان طرحون ملك الترك وثب عليه امراؤه فعزلوه وحبسوه واتكأ على سيفه حتى خرج من ظهره وغزا قتيبة خوارزم فافتتحها صالحا وصالح أهل سمرقند بعد ان قاتلوه أشدّ قتال يكون على ألفى ألف وعلى ثلاثين ألف رأس وقتل فى المصاف خلائق من الترك وكان دين أهل ما وراء النهر على المجوسية وعبادة النار والاوثان وافتتح فى دولته الهند وبعض بلاد الترك وجريرة الاندلس واتسعت ممالك الاسلام فى دولة الوليد وفى سنة أربع غزا قتيبة فافتتح فرغانة وخجند وكاشان بعد حروب عظيمة وبعث عسكرا افتتحوا الشاش وافتتح مسلمة من أرض الروم مدينة سندرة فكان فى كل وقت يصل اليه البريد بخبر فتح بعد فتح ويحمل اليه خمس المغانم وامتلأت خزائنه وعظمت هيبته* وفى سنة احدى وتسعين مات صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل بن سعد الساعدى بالمدينة وقد قارب مائة سنة ومات بمكة السائب بن يزيد الكندى صحابى صغير ومات فيها نائب اليمن محمد بن يوسف الثقفى أخو الحجاج فكان عمر بن عبد العزيز يقول الوليد الخليفة بدمشق والحجاج بالعراق وأخوه باليمن وعثمان بن حبان بالحجاز وقرّة بمصر امتلأت والله الدنيا جورا*

[آخر من مات من الصحابة]

وفى سنة ثلاث وتسعين مات بالبصرة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وآخر من بقى من الصحابة أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الانصارى الخزرجى وله مائة وثلاث سنين وقد غزا مع النبىّ صلى الله عليه وسلم مرّات وروى عنه علما كثيرا مروياته فى كتب الاحاديث ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثا* وفيها مات الامام أبو العالية الرباحى رفيع وله أزيد من مائة سنة قرأ القرآن على أبى بن كعب وغيره* قال ابن أبى داود لم يكن أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبى العالية وبعده سعيد بن جبير* وفيها قرأ فى صلاة الصبح قاضى البصرة زرارة بن أبى أوفى المدثر فلما بلغ الى قوله فاذا نقر فى الناقور خرّ ميتا رحمه الله* وفى سنة أربع وتسعين مات عالم أهل زمانه سيد التابعين سعيد بن المسيب المخزومى وقد قارب ثمانين سنة والامام عروة بن الزبير ابن العوام الاسدى بالمدينة* قال الزهرى كان بحر الا ينزف والامام زين العابدين على بن الحسين ابن على بن أبى طالب وله بضع وخمسون سنة قال الزهرى ما رأيت أفقه منه وأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام المخزومى أحد الفقهاء السبعة وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى أحد الائمة الاعلام* وفى سنة خمس وتسعين مات فقيه الكوفة ابراهيم بن يزيد النخعى عن بضع وخمسين سنة وكان رأسا فى العلم والعمل والامام المفسر سعيد بن جبير الكوفى قتله الحجاج ظلما فما أمهله الله بعده فهلك الحجاج بن يوسف الثقفى أمير العراق فى رمضان وله ثلاث وخمسون سنة وكانت ولايته بالعراق عشرين سنة وكان شجاعا مهيبا جبارا عنيدا ومخازيه كثيرة الا انه كان عالما فصيحا مفوّها مجوّدا للقرآن يقال انه قتل أكثر من مائة ألف صبرا كذا فى دول الاسلام* وفى المختصر الجامع انّ عدّة من قتله الحجاج صبرا مائة ألف رجل وعشرون ألفا وانه توفى فى حبوسه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة وسمعوه يقول عند الموت رب اغفرلى فان الناس يزعمون انك لا تغفرلى وفيها مات مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشى بالبصرة كان من الائمة العباد بلغنا أن رجلا كذب عليه فقال مطرف اللهمّ ان كان كاذبا فأمته فخرّ مكانه ميتا* وفى سنة ست وتسعين قتل نائب خراسان كلها مسلم الباهلى وليها عشر سنين من جهة الحجاج ولما مات الوليد خرج عن الطاعة فوثب عليه الامير وكيع العبدانى

<<  <  ج: ص:  >  >>