للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوسع فجعل طوله مائتى ذراع وعرضه فى مقدّمه مائتين وفى مؤخره مائة وثمانين ذراعا وأدخل فيه بيوت أزواج النبى صلّى الله عليه وسلم المتصلة بالمسجد* قالوا هدم المسجد نائب الوليد على المدينة عمر بن عبد العزيز سنة احدى وتسعين وبناه بالحجارة المنقوشة ومكث فى بنائه ثلاث سنين وقد فرغ منه سنة ثلاث وتسعين وهى السنة التى عزل فيها عمر عن المدينة ثم زاد فيه المهدى العباسى مائة دراع من جهة الشأم فقط دون الجهات الثلاث الأخر وكان ابتداء زيادته سنة احدى وستين ومائة* قال ابن زبالة ويحيى فرغ من بنيان المسجد سنة خمس وستين ومائة ثم جدّده المأمون وزاد فيه واتفق بنيانه أيضا فى سنة ثنتين ومائتين والى يومنا هذا ابناء المأمون وللمسجد اليوم أربعة أبواب باب جبريل وباب النساء وأوّل من أحدثه فى المسجد عمر بن الخطاب حين زاد فيه وباب الرحمة وباب السلام واذا عرفت حال المسجد والزيادات والتغييرات الواقعة فيه فينبغى أن تعتنى على محافظة الصلوات فيما كان فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الحديث الوارد فى فضيلة الصلاة فيه وهو صلاة فى مسجدى هذا أفضل أو خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام انما يتناول ما كان فى زمن النبىّ صلّى الله عليه وسلم لكن اذا صليت بالجماعة فالتقدّم الى الصف الاوّل ثم ما يليه أفضل كذا فى ايضاح المناسك للنووى وسيجىء قصة قصد الافرنج قبر النبىّ صلّى الله عليه وسلم فى الخاتمة فى خلافة المستنجد بالله فى سنة سبع وخمسين وخمسمائة ونذكر فى خلافة المستنجد بالله قصة قصد الروافض قبر صاحبيه لتناسب القصتين وان لم يذكر المحب الطبرى تاريخ الثانية ونذكر قصة احتراق المسجد النبوى مرّتين فى الخاتمة فى خلافة المعتصم بالله فى سنة أربع وخمسين وستماسة*

[موت كلثوم بن الهدم]

وفى هذه السنة مات كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بعد قدوم رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينة بزمان قليل قبل موت أسعد بن زرارة فهو أوّل من مات من الانصار بعد قدوم النبىّ صلّى الله عليه وسلم وكان شريفا كبير السنّ كان أسلم قبل قدومه صلّى الله عليه وسلم وهاجر ولما هاجر النبىّ صلّى الله عليه وسلم الى المدينة نزل عليه هو وجماعة منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح والمنذرين الاسود والخباب بن الارت*

[اسلام عبد الله بن سلام]

وفى هذه السنة فى أوّل قدومه صلّى الله عليه وسلم المدينة أسلم عبد الله بن سلام ويكنى أبا يوسف وكان اسمه فى الجاهلية الحصين فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وهو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام* وفى البخارى من حديث عائشة التصريح بأنه جاء قبل دخوله صلّى الله عليه وسلم دار أبى أيوب لما سمع بقدومه صلّى الله عليه وسلم ثم رجع الى أهله ثم قال عليه السلام لابى أيوب اذهب فهيئ لنا مقيلا فقال قوما على بركة الله أى هو وأبو بكر قالت فلما جاء نبىّ الله صلّى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال أشهد أنك رسول الله فأسلم وسيجىء وفاته فى الخاتمة فى خلافة معاوية فى سنة ثلاث وأربعين* وفى الاكتفاء كان من حديث عبد الله بن سلام واسلامه وكان حبرا عالما انه قال لما سمعت برسول الله صلّى الله عليه وسلم عرفت صفته واسمه وزمانه الذى كنا نتوكف له فكنت مسرّا لذلك صامتا عليه حتى قدم المدينة فلما نزل بقباء فى بنى عمرو بن عوف أقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا فى رأس نخلة لى أعمل فيها وعمتى خالدة بنت الحارث تحتى جالسة فلما سمعت بقدوم رسول الله صلّى الله عليه وسلم كبرت فقالت لى عمتى حين سمعت تكبيرتى خيبك الله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ما زدت فقلت لها أى عمة هو والله أخو موسى بن عمران وعلى دينه بعث بما بعث به فقالت أى ابن أخى هو النبىّ الذى كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة فقلت لها نعم قالت فذاك اذا ثم رحت الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأسلمت ثم رجعت الى أهلى فأمرتهم فأسلموا وكتمت اسلامى من يهود الى آخر ما يجىء من الحديث* قال أنس لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينة أخبر عبد الله بن سلام بقدومه وهو بأرض يخترف فأتاه فقال انى سائلك عن أشياء لا يعلمها

<<  <  ج: ص:  >  >>