للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرّضناها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيناها فى شكواها فخرج على بن أبى طالب لبعض حاجته قالت فاطمة اسكبى لى يا أمه غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما كنت أراها تغتسل قالت ثم قالت يا أمه ناولينى ثيابى الجدد قالت فناولتها ثم جاءت الى البيت الذى كانت فيه فقالت قدّمى فراشى وسط البيت واضطجعت ووضعت يدها اليمنى تحت خدّها ثم استقبلت القبلة ثم قالت يا أمه انى مقبوضة الآن فلا يكشفنى أحد ولا يغسلنى أحد قالت فقبضت مكانها قالت ودخل علىّ فأخبرته بالذى قالت وبالذى أمرتنى فقال علىّ والله لا يكشفها أحد فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك ولم يكشفها ولا غسلها أحد خرجه أحمد فى المناقب والدولابى واللفظ له وهو مضادّ لخبر أسماء المتقدّم* قال أبو عمرو فاطمة أوّل من غطى نعشها من النساء فى الاسلام على الصفة المذكورة فى خبر أسماء المتقدّم ثم بعدها زينب بنت جحش صنع لها ذلك أيضا*

[(ذكر تاريخ وفاتها وسنها يوم ماتت)]

* فى الصفوة توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بستة أشهر فى ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة احدى عشرة من الهجرة وهى بنت ثمان وعشرين سنة ونصف* وعن الزهرى ماتت فاطمة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر* وعن عائشة قالت كان بين النبىّ صلّى الله عليه وسلم وبين فاطمة شهران والاوّل أصح* وفى ذخائر العقبى قيل توفيت بعده صلّى الله عليه وسلم بثمانية أشهر وقيل بمائة يوم وقيل بسبعين ذكره أبو عمرو* وفى الصفوة وهى يوم ماتت بنت ثمان وعشرين سنة ونصف سنة* وفى ذخائر العقبى وهى ابنة تسع وعشرين سنة قاله المداينى* وقال عبد الله بن حسن ابن على بن أبى طالب ابنة ثلاثين سنة* وقال الكلبى خمس وثلاثين حكاه أبو عمرو وقيل ثمان وعشرين حكاه الرازى وعلى الاقوال كلها سوى قول مغلطاى المتقدّم يكون مولدها قبل النبوّة* وذكر الامام أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد الله الدراع فى كتاب تاريخ مواليد أهل البيت أنها توفيت وهى ابنة ثمان عشرة سنة وخمسة وسبعين يوما منها بمكة ثمان سنين والباقى بالمدينة وعاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما وفى رواية أربعين يوما*

(ذكر من غسلها ومن صلّى عليها ومن دخل قبرها)

* فى الصفوة غسلها علىّ وصلّى عليها وقالت عمرة صلّى عليها العباس ودفنت ليلا كذا فى ذخائر العقبى وفيه وخرج البصرى من حديث مالك بن أنس أنه صلّى عليها أبو بكر ودخل بها فى قبرها علىّ والفضل وكانت أشارت على علىّ أن يدفنها ليلا* وعن مالك بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه على بن الحسين قال ماتت فاطمة بين المغرب والعشاء فحضرها أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف فلما وضعت ليصلى عليها قال علىّ تقدّم يا أبا بكر قال وأنت شاهد يا أبا الحسن قال نعم تقدّم فو الله لا يصلى عليها غيرك فصلى عليها أبو بكر رضى الله عنهم أجمعين ودفنت ليلا خرجه البصرى وخرجه ابن النعمان فى الموافقة وفى بعض طرقه فكبر عليها أربعا وهذا مغاير لما جاء فى الصحيح أنّ عليا لم يبايع أبا بكر حتى ماتت فاطمة وطريان هذا مع عدم البيعة يبعد فى الظاهر والغالب وان جاز أن يكونوا لما سمعوا بموتها حضروها فاتفق ذلك ثم بايع بعده كذا فى الرياض النضرة للمحب الطبرى*

[(ذكر موضع قبرها)]

* ذكر الحافظ أبو عمرو بن عبد البر أنّ الحسن لما توفى دفن الى جنب أمّه فاطمة وقبر الحسن معروف بجنب قبر العباس ولا يذكر لفاطمة ثمة قبر فتكون على هذا مع الحسن فى قبة العباس فينبغى أن يسلم عليها هناك* وروى أنّ أبا العباس المرسى كان اذا زار البقيع وقف أمام قبلة قبة العباس وسلم على فاطمة رضى الله عنها ويذكر أنه كشف له عن قبرها ثمة وعن عبد الله بن جعفر بن محمد انه كان يقول قبر فاطمة فى بيتها الذى أدخله عمر بن عبد العزيز فى المسجد مروياتها فى كتب الاحاديث ثمانية عشر حديثا المتفق عليه منها واحد والباقى فى سائر الكتب*

[(ذكر ولد فاطمة)]

* عن الليث بن سعد قال تزوّج علىّ

<<  <  ج: ص:  >  >>