الكدر طير فى ألوانها كدرة عرف بها ذلك الموضع* وفى خلاصة الوفاء كدر بالضم جمع أكدر يضاف اليه قرقرة الكدر بناحية معدن بنى سليم وراء سدّ معاوية وقال عرام فى حرم بنى عوال مياه وآبار منها بئر الكدر* وفى الاكتفاء كانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان وكان فراغ رسول الله صلّى الله عليه وسلم منها فى عقبه أو فى شوّال بعده فلما قدم المدينة لم يقم بها الاسبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بنى سليم فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع الى المدينة ولم يلق كيدا* وفى بعض الكتب أخبر النبىّ صلّى الله عليه وسلم بأن جماعة من بنى سليم وغطفان تجمعوا بماء يقال له الكدر ويعرف بغزوة قرقرة الكدر فعقد النبىّ صلّى الله عليه وسلم لواء ودفعه الى علىّ بن أبى طالب واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفارى وقيل ابن أمّ مكتوم وخرج منها فى مائتى رجل من أصحابه وسار الى أن بلغ قرقرة الكدر فلم يرفيها أحدا فبعث بعضا من أصحابه الى أعالى الوادى وسار هو فى بطن الوادى وأقام عليه الصلاة والسلام بها ثلاثا وقيل عشرا فلم يلق كيدا فلقى رعاة الابل فيهم غلام اسمه يسار فسألهم عن بنى سليم وغطفان قالوا لا ندرى فساقوا الابل مع الرعاة الى المدينة فلما بلغ صرارا بالصاد المهملة وهو موضع بينه وبين المدينة ثلاثة أميال وفى خلاصة الوفاء صرار ماء قرب المدينة محتفر جاهلى أمر النبىّ صلّى الله عليه وسلم باخراج الخمس وقسم الباقى على أصحاب الغزوة فأصاب كل واحد بعيران وكان جملة الابل خمسمائة ووقع يسار فى سهم النبىّ صلّى الله عليه وسلم فأعتقه حين رآه يصلى وكانت مدّة غيبته فى تلك الغزوة خمس عشرة ليلة* وفى خلاصة السير أورد هذه الغزوة بعد غزوة السويق وقال هذه الاربع يعنى
غزوة بنى قينقاع وغزوة السويق وغزوة قرقرة الكدر وغزوة ذى أمر فى بقية السنة الثانية* وفى حياة الحيوان روى ابن هشام وغيره أنّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم غزا قرقرة الكدر فى النصف من المحرّم على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره والله أعلم* وفى المواهب اللدنية ذكر غزوة قرقرة الكدر فى أوّل شوّال السنة الثانية قبل سرية سالم بن عمير وقال ذكرها ابن سعد بعد غزوة السويق
[* سرية سالم بن عمير الى قتل أبى عفك]
وفى شوّال هذه السنة على رأس عشرين شهرا من الهجرة كما فى المواهب اللدنية كانت سرية سالم بن عمير أحد البكائين وممن شهد بدرا الى قتل أبى عفك اليهودى وكان أبو عفك من بنى عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يحرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويقول فيه الشعر فقال سالم بن عمير علىّ نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه فقتله ووضع سيفه على كبده ثم اعتمد عليه حتى خش فى الفراش فصاح عدوّ الله أبو عفك فثار اليه ناس ممن هو على قوله فأدخلوه منزله فقتل كذا فى المواهب اللدنية* وفى الوفاء قدّم قتل أبى عفك على قتل العصماء*
[غزوة بنى قينقاع]
وفى نصف شوّال هذه السنة يوم السبت على رأس عشرين شهرا من الهجرة وقعت غزوة بنى قينقاع بفتح القاف وتثليث النون والضم أشهر حى من اليهود كانوا بالمدينة كذا فى القاموس* وفى الوفاء منازلهم عند جسر بطحان مما يلى العالية* وفى صحيح البخارى عن ابن عمر أن بنى قينقاع هم رهط عبد الله بن سلام* وقال الحافظ ابن حجر وهم من ذرّية يوسف الصدّيق عليه السلام* وفى الاكتفاء لما رجع من قرقرة الكدر الى المدينة أقام بقية شوّال وذا القعدة وأفدى فى اقامته تلك جل الاسارى من قريش أى أسارى بدر* روى انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وادع اليهود على أن لا يعينوا عليه أحدا وان دهمه بها عدوّ نصروه فلما انصرف من بدر أظهروا له الحسد والبغى وقالوا لم يلق محمد من يحسن القتال ولو لقينا لاقى عندنا قتالا لا يشبه قتال أحد ثم أظهروا له نقض العهد كذا فى المنتقى* وفى خلاصة السير اليهود يرجعون الى ثلاث طوائف بنى قينقاع والنضير وقريظة فنقض الثلاث