الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم صمت؟؟؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الانصار وظنوا انه قد كان فى عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون ثم قال أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم قال لقد رفعوا الى الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت فى سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريرى صاحبيه قلت عمّ هذا فقيل لى مضيا وتردّد عبد الله بعض التردّد ثم مضى* وروى انه لما قدم يعلى بن أمية بخبر أهل مؤتة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت فاخبرنى وان شئت فأخبرتك قال فأخبرنى يا رسول الله فأخبره صلى الله عليه وسلم بخبرهم كله ووصفه له فقال يعلى والذى بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا واحدا لم تذكره وان أمرهم لكما ذكرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع لى الارض حتى رأيت معركتهم كذا رواه البخارى* وفى الصحيح عن خالد بن الوليد أنه قال انقطع فى يدى يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقى فى يدى الا صفيحة يمانية* وفى الصفوة صبرت فى يدى صفيحة يمانية وفيها أيضا عن أبى عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خالد بن الوليد سيف من سيوف الله نعم فتى العشيرة قال العلماء بالسير بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فى السرايا وخرج معه فى غزاة الفتح والى حنين وتبوك وحجة الوداع فلما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه أعطاه ناصيته وكانت فى مقدمة قلنسوته وكان لا يلقى أحدا الا هزمه ولما خرج أبو بكر الى أهل الردّة كان خالد بن الوليد يحمل لواءه فلما تلاحق الناس به استعمل خالدا ورجع الى المدينة وستجىء وفاة خالد بن الوليد فى الخاتمة فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم*
[(ذكر زيد بن حارثة بن شرحبيل بن عبد العزى بن امرىء القيس)]
ويقال له زيد الحب وأمه سعدى ابنة ثعلبة بن عبد عمرو وعن أسامة بن زيد قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين زيد عشر سنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه* ذكر صفته* وكان زيد رجلا قصيرا آدم شديد الادمة فى أنفه فطس وكان يكنى أبا أسامة وكان فى ابتداء حاله مع أمه وقد خرجت به تزور قومها فأغارت خيل لبنى القين فى الجاهلية فمروا على أبيات بنى معن فاحتملوه وهو يومئذ غلام يفعة فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم فلما تزوّجها النبىّ صلى الله عليه وسلم وهبته له فقبضه اليه وكان أبوه حارثة حين فقده قال
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحىّ فيرجى أم أتى دونه الاجل
فو الله ما أدرى وان كنت سائلا ... أغالك سهل الارض أم غالك الجبل
فياليت شعرى هل لك الدهر رجعة ... فحسبى من الدنيا رجوعك لى علل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه اذا قارب الطفل
وان هبت الارواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزنى عليه وما وجل
سأعمل نص العيس فى الارض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الابل
حياتى أو تأتى علىّ منيتى ... فكل امرئ فان وان غرّه الامل
وأوصى به قيسا وعمرا كليهما ... وأوصى يزيدا ثم من بعده جبل
يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد ويزيد أخوه لامه فحج ناس من كعب فرأوا زيدا فعرفوه وعرفهم فقال أبلغوا أهلى هذه الابيات
أكنى الى قوم وان كنت نائيا ... بأنى قطين البيت عند المشاعر
فكفوا عن الوجد الذى قد شجاكم ... ولا تعملوا فى الارض نص الاباعر