يوسف فقتله وصلبه عريانا وبقى جسده مصلوبا أربع سنين وقد مر فى الفصل الاوّل من الموطن الاوّل أن العنكبوت نسجت على عورة زيد بن على بن الحسين لما صلب عريانا* وفى سنة ثلاث وعشرين ومائة مات شيخ البصرة ثابت بن أسلم البنانى من سادة التابعين علما وعبادة وتألها وشيخ الكوفة سماك بن حرب الذهلى وكان يقول ذهب بصرى فدعوت الله عز وجل فردّه علىّ وقال أدركت ثمانين صحابيا* وفى رمضان سنة أربع وعشرين ومائة مات عالم زمانه الزهرى أبو بكر محمد بن مسلم المدنى وله أربع وسبعون سنة* وفى سنة خمس وعشرين ومائة مات والد السفاح والمنصور محمد بن على بن عبد الله بن عباس الهاشمى وله ستون سنة* وفى سيرة مغلطاى وفى أيامه قتل قاآن الترك ودخلت دعاة بنى العباس خراسان وقتل يوسف بن عمر الثقفى نائب العراق زيد بن على بن الحسين وصلبه وقد مر نبذة منه فى حديث الغار وبعد زمان أحرقه وذرّاه فلما ظهر بنو العباس تتبعوا قبور الامويين يجلدونهم ويحرّقونهم* وفى ربيع الاخر منها مات أمير المؤمنين أبو الوليد هشام بن عبد الملك بن مروان الاموى بالرصافة بدمشق وقيل فى شوّال سنة خمس وعشرين ومائة وله أربع وخمسون سنة وقيل ثلاث وخمسون وخلافته عشرون عاما أو تسع عشرة سنة وتسعة أو سبعة أشهر وأياما وفى سيرة مغلطاى واحدى عشرة ليلة بدل وأياما*
[(ذكر خلافة الوليد الزنديق بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الاموى القرشى)]
* أبو العباس الفاسق وهو السادس فخلع كما سيأتى أمّه بنت يوسف الثقفى أخت الحجاج ومولده بدمشق فى سنة تسعين ويقال سنة اثنتين وتسعين وكان من أجمل الناس وأحسنهم وأقرئهم وأجودهم شعرا وكان فاسقا متهتكا بويع بالخلافة بعد موت عمه هشام لان أباه حين احتضر لم يكن له أن يستخلفه لانه صبى حديث السنّ فعقد لاخيه هشام بالخلافة وعهد اليه بان يكون ولده الوليد هذا ولى العهد من بعده ولما مات هشام سلم الخلافة الى الوليد* ذكر الذهبى باسناده عن عمر قال ولد لاخى أمّ سلمة ولد سموه الوليد فقال صلى الله عليه وسلم سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن فى هذه الامّة رجل يقال له الوليد لهو أشد لهذه الامّة من فرعون لقومه* وعن صالح بن سليمان قال أراد الوليد أن يحج وقال أشرب الخمر فوق ظهر الكعبة ونقل عنه من كفرياته وفسقه كثير من ذلك انه دخل يوما فوجد ابنته جالسة مع دادتها فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له الدادة هذا دين المجوس فأنشد
من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور
وأخذ يوما المصحف ففتحه فأوّل ما طلع واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد فقال أتهدّدنى ثم أغلق المصحف ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه ثم أنشد
أتوعد كل جبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد
اذا لا قيت ربك يوم حشر ... فقل يا رب مزقنى الوليد
وأذن للصبح مرّة وعنده جارية يشرب الخمر معها فقام فوطئها وحلف لا يصلى بالناس غيرها فخرجت وهى جنب سكرانة فلبست ثيابه وتنكرت وصلت بالناس ونكح أمّهات أولاد أبيه* قيل كان فى عقله خلل والا فما يجاهر بالذى يفعله احد وان كان زنديقا خوفا من عواقب الامور* ولما كثر فسقه خرج عليه الناس قاطبة تدينا واجتمع أهل دمشق على خلعه وقتله ففعلوا ونصبوا ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص وسيجىء سبب تسميته بالناقص ورشحوه للخلافة فغلب على دمشق وكان الوليد الفاسق بناحية تدمر فى الصيد فجهز يزيد عسكرا فحاربوه الى ان أحاطوا به بحصن النجراء بأرض تدمر فلما غلب الوليد وحوصردنا من الباب فقال أما فيكم رجل شريف له حسب أكلمه فقال له